أصدرت شركة التقنية الأمريكية "جوجل"، إحدى كبريات شركات الخدمات الإلكترونية المرتبطة بالإنترنت، قرارًا بطرد نحو 20 عاملًا لمشاركتهم في الاحتجاجات ضد عقد الحوسبة السحابية الذي أبرمته مع الحكومة الإسرائيلية بقيمة 1.2 مليار دولار، وفقًا لمجموعة نشطاء تمثل العمّال.
طرد 50 موظفًا
وطردت الشركة، التي اقترن اسمها بأشهر محرك بحث، نحو 50 موظفًا بسبب الاحتجاجات التي نُظّمِت في مكاتب جوجل الأسبوع الماضي، وكانت جزءًا من السخط المستمر منذ سنوات بين مجموعة من العاملين في جوجل وأمازون؛ بسبب مزاعم بأن إسرائيل تستخدم خدمات الشركات للإضرار بالفلسطينيين، وفق "أكسيوس".
وقد أنكرت "جوجل" هذه الادعاءات قائلة إن مشروع "Nimbus" هو عقد الحوسبة السحابية، لا يتضمن "أعباء عمل حساسة للغاية أو سرية أو عسكرية تتعلق بالأسلحة أو أجهزة المخابرات"، وأن وزارات الحكومة الإسرائيلية التي تستخدم السحابة التجارية الخاصة بها يجب أن توافق على شروط الخدمات والسياسات الأخرى.
قمع المعارضة
وقالت مجموعة "No Tech For"، وهي المجموعة التي تمثل العمّال، في بيان لها أن "جوجل تحاول قمع المعارضة، وإسكات عمالها، وإعادة تأكيد سلطتها عليهم، وهذا لأن جوجل تقدر أرباحها وعقدها الذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دولار مع الحكومة والجيش الإسرائيليين، ومن المؤكد أنها تقدرها أكثر من موظفيها"، مضيفة "أنها ستواصل التنظيم حتى تلغي جوجل الصفقة".
وأكد متحدث باسم "جوجل"، اليوم الثلاثاء، أنه "تم فصل موظفين إضافيين بعد أن كشف تحقيق داخلي أنهم متورطون بشكل مباشر في نشاط تخريبي، وللتأكيد مرة أخرى، كل واحد ممن تم إنهاء عملهم كان متورطًا بشكل شخصي ونهائي في نشاط تخريبي داخل مبانينا، لقد أكدنا ذلك بعناية وأعدنا تأكيده"، مضيفًا "أن تحقيق الشركة في المظاهرات قد انتهى".
طريقة تعطل العمل
وجاءت عمليات الفصل الأخيرة بعد أيام من إخبار الرئيس التنفيذي ساندر بيتشاي للموظفين في مذكرة أنه لا ينبغي عليهم "القتال حول القضايا التخريبية" أو "مناقشة السياسة"، وفق "سي إن إن" الأمريكية.
وجاء في المذكرة: "في النهاية، نحن مكان عمل وسياساتنا وتوقعاتنا واضحة: هذا عمل تجاري، وليس مكانًا للتصرف بطريقة تعطل زملاء العمل أو تجعلهم يشعرون بعدم الأمان".
فيما قالت منظمة "No Tech for" الفصل العنصري: "إن بعض العمّال الذين تم فصلهم كانوا من الموظفين المارة غير المشاركين خلال احتجاجات اعتصام يوم الثلاثاء الماضي في مكاتب Google في نيويورك وسانيفيل، كاليفورنيا، ولم يشاركوا بنشاط في النشاط في مكان العمل"، واصفة القرار بأنه "عمل انتقامي عدواني ويائس".
مواصلة النشاط
وتعهدت المجموعة العمالية بمواصلة نشاطها في مكان العمل في جوجل، قائلين: "إنهم يأملون في إرسال رسالة إلى المديرين التنفيذيين للشركة مفادها: لن نتوقف عن النضال، ولن نتراجع".
وتأتي احتجاجات العاملين في شركة جوجل على صفقة الحوسبة السحابية التي أبرمتها الشركة مع الحكومة الإسرائيلية بعد أكثر من ستة أشهر من الهجمات الإسرائيلية في غزة التي أدت إلى استشهاد ما لا يقل عن 34.097 شخصًا في غزة، وأكثر من 70% من الشهداء من النساء والأطفال، بحسب آخر إحصاء صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية.
وأدت المذبحة المدنية المستمرة في غزة إلى انقسام عميق في الرأي العام الأمريكي، واندلعت احتجاجات ضخمة ضد دعم الحكومة الأمريكية والشركات لإسرائيل في حرم الجامعات وفي مختلف الشركات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة.