في خضم الحرب الروسية الأوكرانية المُستمرة منذ أكثر من عامين، تكثف الدول الغربية جهودها لدعم كييف في مواجهتها للقوات الروسية، إذ انضمت بريطانيا أخيرًا إلى قافلة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مُعلنة عن حزمة مساعدات عسكرية ضخمة في أعقاب موافقة الولايات المتحدة على تمويل جديد بقيمة 61 مليار دولار؛ لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة العملية العسكرية الروسية، لتأتي هذه الخطوات في إطار تصاعد الجهود الدولية لمساندة أوكرانيا، ودعم حقها في الدفاع عن أراضيها ضد الهجمات الروسية المُتواصلة.
وبحسب ما تُشير صحيفة "الجارديان" البريطانية، سيُعلن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، رسميًا عن خطة المساعدة الجديدة اليوم الثلاثاء، في وارسو لإجراء محادثات مع نظيره البولندي، دونالد تاسك.
تفاصيل حزمة المساعدات البريطانية
وفقا لما أشارت الصحيفة البريطانية، قال مكتب سوناك في بيان إن قيمة الحزمة تبلغ 500 مليون جنيه إسترليني وستشمل أكثر من 400 مركبة و60 قاربًا وعددًا غير معلوم من صواريخ ستورم شادو بعيدة المدى، واصفًا إياها بأنها "أكبر مخصصات على الإطلاق من الذخائر الحيوية."
وزعم "سوناك" أن "الدفاع عن أوكرانيا ضد طموحات روسيا الوحشية أمر حيوي لأمننا ولأوروبا بأكملها، إذا سُمح لبوتين بالنجاح في هذه الحرب العدوانية، فلن يتوقف عند الحدود البولندية".
المساعدات البريطانية تصل لـ3 مليارات جنيه إسترليني
ومن شأن الجولة الأخيرة من الأسلحة أن ترفع المساعدات العسكرية التي تقدمها لندن لكييف إلى 3 مليارات جنيه إسترليني هذا العام وحده، إذ ستشمل أيضًا 1600 صاروخ هجومي وصاروخ دفاع جوي وحوالي 4 ملايين طلقة من ذخيرة الأسلحة الصغيرة.
وقال سوناك: "ستساعد حزمة المساعدات الجديدة على ضمان حصول أوكرانيا على ما تحتاجه لنقل المعركة إلى روسيا".
وأضاف أن "المملكة المتحدة ستلعب دائمًا دورها في طليعة الأمن الأوروبي، وتدافع عن مصالحنا الوطنية وتقف إلى جانب حلفائنا في الناتو".
ويأتي هذا البيان بعد يومين من موافقة مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون الإنفاق الطارئ المتوقف منذ فترة طويلة، والذي يتضمن 61 مليار دولار من المساعدات الإضافية لأوكرانيا، إذ تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد ذلك بزيادة شحنات الأسلحة إلى كييف بسرعة بمجرد موافقة مجلس الشيوخ على تشريع الإنفاق.
نفاد تمويل المساعدات الأمريكية لأوكرانيا
استنفدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التمويل لأوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، بعد استخدام ما يصل إلى 113 مليار دولار من حزم المساعدات التي وافق عليها الكونجرس.
وأدى انقطاع الدعم من واشنطن، أكبر متبرع لكييف على الإطلاق، إلى نقص الذخيرة الذي ترتب عليه القاء اللوم في الانتكاسات في ساحة المعركة في الأشهر الأخيرة.
واستجابت الدول الأعضاء الأخرى في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، من خلال تعزيز التزامات المساعدات، مثل حزمة بقيمة 500 مليون يورو قدمتها ألمانيا الشهر الماضي.
بريطانيا متقدمة في تزويد أوكرانيا بالأسلحة
وأشاد وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس، بحقيقة أن لندن كانت الحليف الأول الذي زود أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى ودبابات "حديثة".
وقال في البيان: "الآن، نحن نذهب إلى أبعد من ذلك".
وأضاف: "لن ندع العالم ينسى أبدًا المعركة الوجودية التي تخوضها أوكرانيا، وبدعمنا الدائم، سوف ينتصرون"، مشيرًا أن الجولة الأخيرة من المساعدات ستمنح أوكرانيا ما تحتاجه لصد القوات الروسية و"استعادة السلام والاستقرار في أوروبا".
التشكيك في تأثير المساعدات على الحرب
جدير بالذكر أن القادة الأوكرانيين أقل تفاؤلًا بشأن التأثير المُحتمل للأسلحة الغربية الإضافية، إذ ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، نقلًا عن مسؤولين أوكرانيين ومحللين عسكريين لم تحددهم أن فاتورة المساعدات الأمريكية البالغة 61 مليار دولار من غير المرجح أن "تغير بشكل كبير وضع كييف على خط المواجهة".