الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"روح صابرين".. جنين يتيم أفلت من قصف الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
الطفلة صابرين التي نجت من قصف الاحتلال

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

سموها "روح" بل هي "صابرين".. كان هذا خلاف على اسم رضيعة بلا أم أو أب أو أخوات، خرجت إلى الحياة في اللحظة التي خرجت أسرتها كاملة من الحياة لتعيش مأساة بدأت بالقصف واليتم.

صابرين الأم

الأم هي "صابرين" التي استشهدت قبل أن تتمكن من النظر في عيني طفلتها الرضيعة التي حملتها في رحمها 7 أشهر و15 يومًا، عاشت خلالها أيامًا وليالى في خوف مستمر، متشبثة بأمل أن يظل حظ العائلة قائمًا حتى تنتهي الحرب.

تلاشى هذا الحظ في ظل هدير ونيران الانفجار الذي وقع في الساعة التي سبقت منتصف ليل 20 أبريل، وأسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي قنبلة على منزل عائلة "صابرين السكني" في رفح، حيث كانت في سبات مع زوجها وابنتهما الأخرى ملك البالغة من العمر ثلاث، وفق "بي بي سي".

محو الأسرة بأكملها

أصيبت صابرين بجروح بالغة واستشهد زوجها وابنتها ذات الأعوام الثلاثة "ملك"، وظل الجنين على قيد الحياة في بطن أمها عندما وصل عمال الإنقاذ إلى الموقع، فنقلوا صابرين وفي بطنها "صابرين" إلى المستشفى، فأجرى الأطباء عملية قيصرية طارئة لولادة الطفلة.

ظلت الأم "صابرين" على قيد الحياة حتى سلمت الأطباء طفلتها، ورحلت لتنضم إلى كتيبة الشهداء، واستمر الأطباء في إنعاش الطفلة، عن طريق النقر بلطف على صدرها لتحفيز التنفس، لضخ الهواء إلى رئتيها.

ولادة الطفلة

يقول الدكتور محمد سلامة، رئيس وحدة طوارئ الأطفال حديثي الولادة في المستشفى الإماراتي برفح: "ولدت الطفلة وهي تعاني من ضيق تنفسي حاد، وكان وزنها 1.4 كجم فقط، لكنها نجت من محنة ولادتها".

وأضاف الدكتور سلامة: "يمكننا القول إن هناك بعض التقدم في حالتها الصحية لكن الوضع لا يزال في خطر، فمتلازمة الضائقة التنفسية هذه ناجمة في الأصل عن الولادة المبكرة، وكان من المفترض أن تكون هذه الطفلة في رحم أمها في هذا الوقت، لكنها حرمت من هذا الحق".

خلال عملة الولادة القيصرية للطفلة صابرين

الطفلة الشهيدة

"الطفلة الشهيدة صابرين السكني".. هكذا كتب الطبيب هذه العبارة على قطعة من الشريط وألصقها بجسد الطفلة، ثم وضعها في الحضانة، وتوقع أن تبقى في المستشفى لمدة تصل إلى شهر، وقال: "بعد ذلك سنرى أمر رحيلها، هذه هي المأساة الكبرى، حتى لو نجت فقد ولدت يتيمة".

لم يبق لها من يسميها، فكانت أختها الطفلة الشهيدة ملك تريد أن تطلق عليها اسم "روح"، لكن أفراد العائلة الناجين من جانب أمها وأبيها أطلقوا عليها اسم "صابرين" نسبة لذكرى والدتها.

أشلاء الأسرة

جدّة الطفلة لأبيها "ميرفت السكني"، تحدثت عن الظلم والافتراء لأشخاص لا علاقة لهم بأي شيء، فقالت: "زوجة ابني كانت حاملًا وفي جسدها جنين، وابنتها معها، ابني أصبح أشلاء ولم يعثروا عليه، لم يتعرفوا عليه.. لماذا يستهدفونهم؟ لا نعرف لماذا وكيف.. إنهم يستهدفون النساء والأطفال فقط".

عم الطفلة، رامي الشيخ، قال: "إن والدها كان يعمل معه حلاقًا، ما ذنبهم، عائلة بأكملها تم مسحها من السجل المدني والناجية الوحيدة هي طفلة صغيرة، هؤلاء مدنيون عاديون".

ووعدت جدة صابرين "أحلام الكردي"، بتربية الطفلة، وقالت "إنها حبي وروحي، إنها ذكرى والدها، وسوف أعتني بها".

34 ألف شهيد

وتقول وزارة الصحة في غزة إن 34 ألف شخص استشهدوا في غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي، ثلثاهم على الأقل من النساء والأطفال.

وأدت الغارات الجوية الإسرائيلية على رفح ليلة 20 إبريل التي استشهدت فيها صابرين إلى مقتل 15 طفلًا من عائلة العال، حيث قال والد العديد من الأطفال، عبد العال، "إن هويته محيت حيث قُتل جميع أطفاله وزوجته، أروني رجلاً واحداً منهم، كلهم ​​أطفال ونساء".

وجاء في بيان عسكري إسرائيلي بعد الضربات: "في الأوقات المحددة، ضرب جيش الدفاع الإسرائيلي عدة أهداف عسكرية للمنظمات الإرهابية في غزة بما في ذلك المجمعات العسكرية ومواقع الإطلاق والإرهابيين المسلحين"، وفق "بي بي سي".

ويوجد الآن ما يقدر بنحو 1.4 مليون شخص محتشدين في رفح بعد أن أمرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية بالانتقال جنوبًا إلى بر الأمان في وقت سابق من الحرب.