من أجل دعمها في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، أكدت الدول الأعضاء في حلف الناتو تصميمها القوي على تقديم دعم كبير لكييف؛ لمواجهة التهديدات المتزايدة من القوات الروسية، إذ أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، في اجتماع حاسم اليوم الجمعة، عن خطوات ملموسة لتعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا، بما في ذلك نشر أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة.
وعد الناتو وضغط زيلينسكي
وقال ستولتنبرج: "لقد تحقق الناتو من القدرات الموجودة داخل الحلف، وهناك أنظمة يمكن إتاحتها لأوكرانيا، لذلك أتوقع أن أرى قريبًا المزيد من الإعلانات حول أنظمة دفاع جوي إضافية، بما في ذلك بطاريات باتريوت الحديثة."
وفي خطاب قوي أمام وزراء الناتو، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على خطورة الوضع، قائلًا: "هذا العام، لم يعد بإمكاننا الانتظار حتى يتم اتخاذ القرارات، أطلب منكم أن تأخذوا طلباتنا بعين الاعتبار في أسرع وقت ممكن"، داعيا بشكل خاص إلى سبعة أنظمة إضافية من طراز باتريوت المضادة للطائرات.
قدرات برية محدودة
واعترف زيلينسكي بأن القدرات البرية لجيشه "محدودة" حاليًا، بسبب نقص الذخيرة والرجال، فضلًا عن التفوق الجوي الروسي.
وأضاف: "من الواضح أنه طالما أن روسيا تتمتع بالتفوق في الجو، فإن قدراتنا على الأرض محدودة للأسف".
جدية تعاون الناتو مع أوكرانيا
وفي نداء رسمي، حثّ الرئيس الأوكراني الناتو على اتخاذ "خيار" واضح لإثبات أن أوكرانيا هي حليفته "الحقيقية".
وشدد بقوة: "يجب إعادة بوتين إلى الأرض ويجب أن تصبح سماؤنا آمنة مرة أخرى، والأمر يعتمد بالكامل على اختياركم (...) لتحديد ما إذا كنا حلفاء حقيقيين".
باختصار، سلط اجتماع الناتو الضوء على التصميم المتجدد للدول الأعضاء على دعم أوكرانيا عسكريًا في مواجهة العدوان الروسي المستمر. ومع ذلك، فإن دعوات زيلينسكي العاجلة تؤكد مدى إلحاح الوضع والحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لقلب مجرى الصراع.
انخفاض معنويات الجنود
وتواجه كييف انهيارًا على خط المواجهة الأمامي في الحرب الروسية الأوكرانية هذا الصيف، بسبب انخفاض معنويات الجنود بسبب القتال ونقص الإمدادات، حسبما صرح كبار الضباط لصحيفة بوليتيكو، شريطة عدم الكشف عن هويتهم.
شارك محرر الرأي في الصحيفة الأمريكية، جيمي ديتمر، وجهة نظره القاتمة بشأن مستقبل أوكرانيا بعد رحلة استغرقت شهرًا إلى البلاد، والتي تضمنت إجراء مقابلات مع القادة السياسيين وضباط الجيش والمواطنين العاديين.
وأضاف أن الضباط وافقوا على التحدث "فقط على أساس عدم الكشف عن أسمائهم" البلاد "تنزلق نحو الكارثة".
وأدى نقص الأسلحة الغربية إلى تراجع القوات وتهرب عشرات الآلاف من المدنيين من التجنيد.