الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ليس شريرًا.. تعرّف على الوجه الآخر لـ صلاح نظمي في الحياة

  • مشاركة :
post-title
الفنان صلاح نظمي

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

ملامحه الحادة وصوته الأجش، وطريقة أدائه المختلفة، كانت دافعًا لكثير من المخرجين في أن يكون الفنان المصري الراحل صلاح نظمي المرشح الأول لتقديم أدوار الشر، فصنع لنفسه علامة مميزة، وكان حضوره أمام الكاميرا طاغيًا ذو طابع خاص.

حصره في الشر

على مدار ما يقرب من نصف قرن من العمل في التمثيل، حصره المخرجون في تقديم الأدوار الصعبة والشريرة حتى أن المشاهد بمجرد رؤيته على الشاشة يكتشف للوهلة الأولى أن دور الشرير أو الرجل الاستغلالي أو المتسلق أو أحد فريق العصابة من نصيب " نظمي" حتى قبل أن يعرف تفاصيل دوره، وهو ما ظهر في عدد من الأفلام مثل فيلم "شيء من الخوف"، و"على باب الوزير"، أو رجل الأعمال الفاسد في "عصابة حمادة وتوتو" وعشرات الأفلام الأخرى.

محبة بعد عداوة مع العندليب

لم يكن لقب شرير السينما هو اللقب الوحيد الذي تميز به "نظمي"، ولكن لُقب أيضا بالفنان ثقيل الظل، وكان أول من أطلق عليه هذا اللقب هو الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، حيث سُئل في أحد لقاءاته عن الفنان الأثقل ظلًا ليرد بدون تفكير "صلاح نظمي"، ليعتبره الأخير إهانة في حقه ويقوم بمقاضاته ولكن تنتهي العداوة بمصالحة ومشاركة عبد الحليم في فيلمه "أبي فوق الشجرة".

تمرد على الأدوار

حاول نظمي التمرد على أدوار الشر بتقديم الرجل الطيب والوطني مثلما ظهر في فيلم "الرجل الثاني" حيث جسّد دور ضابط شرطة، كما قدم دور الصديق الوفي في فيلم "فتاة من فلسطين" حيث ضحى بالفتاة التي يحبها التي جسدتها الفنانة سعاد محمد، من أجل صديقه الطيار الذي جسده الفنان محمود ذو الفقار، بعد أن أصيب الأخير في ساقه، ليفاجئ صلاح نظمي الجميع بأنه يقيم حفل زفاف لصديقه من الفتاة التي يحبها.

نصيب الأسد

كان للسينما نصيب الأسد من الأعمال التي قدمها صلاح نظمي على مدار مشوار حياته، بينما قدّم للتليفزيون حوالي 7 أعمال درامية، وشكّل مع الفنان عادل إمام ثنائيًا مميزًا حيث اجتمعا معًا في عدد كبير من الأفلام مثل "الأفوكاتو"، "المحفظة معايا"، "عصابة حمادة وتوتو"، "على باب الوزير"، "الجحيم" وغيرها.

قصة وفاء

لم تكن مشاعر الوفاء التي جسدها صلاح نظمي في فيلم "فتاة من فلسطين"، بعيدة عن حياته بالواقع، فضرب للجميع أعظم مثال في الوفاء لحبيبته وشريكة حياته حيث وقف بجوارها في مرضها لسنوات طويلة حتى وافتها المنية، منفقًا أمواله على علاجها، رافضًا الزواج من غيرها.

لم يكن هذا الموقف هو الوحيد في حياته الذي يعكس نبل أخلاقه، فعندما أنجب نجله قام بتسميته على اسم الفنان حسين صدقي، كنوع من رد الجميل على وقوفه بجواره في ضائقة مالية مر بها، حيث أعطى له "صدقي" دورًا معه في أحد الأفلام، وتقاضي عنه أجرًا قبل أن يبدأ، ولكن العمل لم يستكمل وتوقف، فرفض حسين صدقي أن يأخذ منه أجر العمل الذي سبق وتقاضاه وقال له إنها هدية منه للمولود الجديد.

صلاح نظمي مع زوجته

لم تكن حياة صلاح نظمي تسير على وتيرة واحدة، فقد عانى سنوات طويلة بسبب مرض زوجته حتى أصيب الاكتئاب وعزل نفسه ورحل بسبب حزنه عليها في مثل هذا اليوم 16 ديسمبر عام 1991، ليظل خالدًا في قلوب الجمهور بأعماله المميزة.