تعيش جورجيا موجة من الاحتجاجات، بعد أن خرج عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع مرة أخرى، احتجاجًا على قانون "العملاء الأجانب"، بعد أن وافق البرلمان على مشروع القانون في قراءته الأولى، ما دفع نحو 20 ألف للاحتجاج أمام البرلمان في تبليسي.
وطالب المتظاهرون الحكومة بسحب مشروع القانون خلال ساعة، قبل أن يتوجهوا إلى مكتب رئيس الوزراء إراكلي غاريباشفيلي، بالتزامن مع مسيرات احتجاجية في مدن أخرى في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك باتومي، ثاني أكبر مدينة في جورجيا.
قانون العملاء الأجانب
وينص مشروع قانون "العملاء الأجانب"، على أن المنظمات التي تتلقى ما لا يقل عن 20 بالمئة من تمويلها من الخارج يجب أن تسجل نفسها لدى السلطات.
ومن جانبه؛ قال حزب الحلم الجورجي الحاكم، الذي تتهمه المعارضة بالتقارب ممع روسيا، إنه يريد استخدام القانون لضمان المزيد من الشفافية والسيطرة على مدى النفوذ الأجنبي بشكل أوثق.
الميل إلى روسيا
ويرى المنتقدون أوجه تشابه مع قانون مكافحة "العملاء الأجانب" في روسيا، والذي يسمح للسلطات هناك باتخاذ إجراءات واسعة النطاق صد المنظمات الإعلامية.
بدورها قالت روسيا إنه لا علاقة لها بالخطط التشريعية، التي دافعت عنها باعتبارها "ممارسة عادية"، وأكد المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف، أن هذه الخطط ستستخدم من قبل جهات خارجية لإثارة المشاعر المناهضة لروسيا.
الترشح للاتحاد الأوروبي
وحذر الاتحاد الأوروبي، الذي منح جورجيا وضع المرشح في ديسمبر، أن مشروع القانون لا يتوافق مع قيمه ووصفه بأنه تطور مقلق للغاية.
وحصلت جورجيا على وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي، وتحدث غاريباشفيلي عن هذه المساعي بأنها "لحظة تاريخية"، إلى جانب رفض بلاده لدعم العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
ولا يزال القانون المقترح بحاجة إلى موافقة البرلمان في قراءته الثانية والثالثة، وعلى الرغم من أن الرئيسة المؤيدة لأوروبا سالومي زورابيشفيلي يمكنها ممارسة حق النقض، إلا أن النواب الموالين للحكومة في البرلمان في تبليسي يتمتعون بأغلبية كافية للتغلب على حق النقض الذي تستخدمه الرئيسة.
من جانبها اتهمت الرئيسة الموالية للغرب سالومي زورابيشفيلي، التي لا تتمتع بسلطة كبيرة، الحكومة مرارًا وتكرارًا باتخاذ مسار مؤيد لروسيا.
رغبة الشارع
وتتكئ جورجيا في الانضمام إلى الناتو، على ميل شعبها إلى الغرب، بنسبة تقارب الـ85% من إجمالي سكانها، بأحدث الإحصاءات.
يبلغ عدد سكان جورجيا 3.7 مليون نسمة فقط، يريد الجورجيون المؤيدون للغرب أيضًا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لأنهم يخشون أن تتمكن روسيا يومًا ما من الاستيلاء على البلاد بأكملها.
وتدرك روسيا أن التقارب مع جورجيا ممكن فقط إذا ظل حزب "الحلم الجورجي" في السلطة.