يواجه حزب المحافظين الذي يتزعمه ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، نوعًا من النسيان الانتخابي على ما يبدو، في مقاعد "الجدار الأحمر" أحد معاقل حزب العمال، التي يبقي عليها حتى الآن وترجح استطلاعات رأي أنه سيخسرها في الانتخابات العامة.
وأظهر استطلاع رأي أن جميع مقاعد "الجدار الأحمر" الـ42، التي يشغلها حزب المحافظين من المرجح عودتها إلى حزب العمال في الانتخابات العامة المقبلة. وكشف الاستطلاع أنهم سيخسرون كل مقعد، وفق ما أورت صحيفة إندبندنت البريطانية.
تمرد ضد الحكومة
يبدو أن حجم "التمرد" ضد الحكومة مدفوع جزئيًا بارتفاع تكاليف المعيشة، إذ أظهر تحليل منفصل أن الأزمة لها تأثيرًا مدمرًا على المقاعد التي يسيطر عليها حزب المحافظين في الجدار الأحمر.
وتظهر البيانات أن 15 مقعدًا من مقاعد الجدار الأحمر التي يسيطر عليها المحافظون، فازوا بها في الانتخابات الأخيرة، هي من بين 50 دائرة انتخابية تضم أكبر عدد من الناخبين المتعثرين ماليًا في البلاد.
وتحولت العديد من مقاعد الجدار الأحمر إلى اللون الأزرق في عام 2019، إذ دعم الناخبون، الذين رفضهم زعيم حزب العمال في ذلك الوقت، جيريمي كوربين، بوريس جونسون من أجل إنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ورفع مستوى البلدات والمدن المهملة.
جرس إنذار
أظهر بحث أجرته شركة استثمار أن منطقة الشمال الشرقي تضررت بشدة من أزمة تكلفة المعيشة - مع أدنى مستوى مشترك للمدخرات في البلاد، أفاد بأن ثلث الأسر فقط لديهم ما يكفي من النقود في نهاية كل شهر.
ومن شأن هذه الأرقام أن تدق جرس الإنذار في دوانينج ستريت، إذ حذر خبراء من أن الناخبين الذين يواجهون ضائقة مالية سيجعلون أصواتهم مسموعة في صناديق الاقتراع.
وفي تقدير خبير استطلاعات الرأي والمحلل السياسي البريطاني روبرت هايوارد، فإن الاقتصاد هو "القضية الأكثر أهمية دائمًا" في يوم الاقتراع لجميع الفئات العمرية والفئات الاجتماعية والأجناس. وهذا الأثر الواضح مهم بشكل خاص بالنسبة للمحافظين، الذي كانوا يعتبرون تاريخيًا مديرين أفضل للاقتصاد من حزب العمال، بحسب رأيه الذي نقلته "إندبندنت".
وحذر المحلل السياسي هايوارد من أن على حكومة سوناك أن تستعيد مصداقيتها. رغم ذلك لم يتوقع مزيدًا من التقدم لحزب سوناك، في حال فعل شيئًا، قبل الانتخابات العامة المتوقعة، أكتوبر 2024، حاسمًا "سيخسر المحافظون".
ثلثي الناخبين
ويظهر استطلاع سابق، لمؤسسة "يو جوف" أن ما يقرب من ثلثي الناخبين في بريطانيا يولون ملف الاقتصاد المرتبة الأولى ضمن أهم ثلاث قضايا تواجه البلاد، متقدمًا على الصحة والهجرة.
تأمين الأغلبية الشاملة
وفي تقدير المحللين من شأن إزالة الجدار الأحمر إثارة المخاوف في المقر الرئيسي لحزب المحافظين، إذ سيواجه سوناك "صعوبة خطيرة" في تأمين الأغلبية الشاملة.
وقال المحلل السياسي هايوارد إن الفشل في الفوز بمقاعد الجدار الأحمر، العام المقبل: "سيترك المحافظين في صعوبة بالغة في محاولة العثور على أغلبية شاملة".
فوز ساحق متوقع للعمال
ويتوقع منظم الاستطلاع أن يخسر المحافظون جميع مقاعدهم على الحائط الأحمر البالغ عددها 42 مقعدًا.
وقال "باكستر" إنه في حين أن الأرقام الاقتصادية تؤكد الصراع الذي يواجه الناخبين في تلك المناطق لصالح المحافظين، فإن احتمال تمسك الحزب بالسلطة في الانتخابات العامة "غير مرجح'" بالفعل.
وعلى المستوى الوطني، تتوقع الحسابات الانتخابية فوزًا ساحقًا لحزب العمال، إذ سيفوز بنحو 460 مقعدًا، مع تقليص عدد مقاعد المحافظين إلى 90 مقعدًا فقط، بحسب الصحيفة البريطانية.