في خضم التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، تسارعت وتيرة الأحداث بشكل ملحوظ هذا الأسبوع، إذ إنه بعد تهديدات صريحة من طهران بالرد على ضربة جوية إسرائيلية في دمشق أودت بحياة عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، تحركت الولايات المتحدة بسرعة لحماية حليفتها إسرائيل ومصالحها في المنطقة.
حشد القوات الأمريكية
وفي خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إلى أن الولايات المتحدة أرسلت سفينتين حربيتين لشرق البحر الأبيض المتوسط، بهدف حماية إسرائيل وقواتها العسكرية في المنطقة من أي هجوم محتمل من قبل إيران.
وتأتي هذه الخطوة الأمريكية الاستباقية في أعقاب تحذيرات استخباراتية عن احتمال شن طهران ضربة عسكرية ضد تل أبيب، خلال نهاية هذا الأسبوع، ردًا على الغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة في دمشق، مطلع أبريل الجاري، التي أودت بحياة عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين.
استعدادات إسرائيلية أمريكية
وفي إطار تلك الاستعدادات الأمنية المكثفة، التقى الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، في تل أبيب، أمس الجمعة، لبحث السبل الكفيلة بمواجهة أي تهديد إيراني وشيك.
وأكد جالانت خلال اللقاء أن "إسرائيل مستعدة للدفاع عن نفسها برًا وجوًا، وبالتعاون الوثيق مع شركائها، وستعرف كيف ترد" على أي اعتداء محتمل، كما تلقى جالانت اتصالًا من نظيره الأمريكي لويد أوستن، أكد له فيه التزام واشنطن الكامل بالدفاع عن حليفتها إسرائيل في حال تعرضها لهجوم من جانب طهران.
جهود دبلوماسية
في الوقت نفسه، كثفت الإدارة الأمريكية جهودها الدبلوماسية لاحتواء التصعيد مع إيران، إذ تواصلت وزارتا الخارجية البريطانية والألمانية مع المسؤولين الإيرانيين، ناقلين رسالة حازمة من واشنطن تحذر طهران من عواقب وخيمة في حال مضيها قدمًا في شن أي هجمات على إسرائيل، إلا إن مصدر مطلع على مداولات القيادة الإيرانية أشار للصحيفة الأمريكية إلى أن خطط شن هجوم ما زالت قيد النقاش ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد.
اقتراب الهجوم الإيراني
فيما نقلت الصحيفة الأمريكية في وقت سابق، عن مسؤول أمريكي مطلع أن إيران قد تشن هجومًا على الأراضي الإسرائيلية في غضون 24 إلى 48 ساعة، وأن التقارير الاستخباراتية تشير إلى احتمال استهداف مواقع داخل إسرائيل، وليس فقط مصالحها في الخارج، إلا إنها أشارت أيضًا إلى أن القيادة الإيرانية لم تتخذ قرارًا نهائيًا بعد بشأن طبيعة وتوقيت الرد الانتقامي.