أصدرت عدة دول أوروبية إلى جانب أمريكا، تحذيرات لإيران، تحثُّ على عدم التصعيد وضرورة التمسك بالحفاظ على سلامة وأمن المنطقة، وذلك على خلفية إعلانها أنها تحتفظ بحق الرد على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قنصليتها في العاصمة دمشق، الأسبوع الماضي.
وأدى القصف الإسرائيلي على مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، إلى مقتل 13 شخصًا، منهم 7 من الحرس الثوري الإيراني بينهم العميد محمد رضا زاهدي، القيادي في "فيلق القدس".
قلق أمريكي
كشفت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الخميس، أنها لا تزال "تشعر بقلق" بشأن مخاطر التصعيد في الشرق الأوسط، خاصة بعد تهديدات إيران لإسرائيل، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى حضّ إيران على عدم التصعيد ضد إسرائيل، كما أكد البيت الأبيض أنه وجّه تحذيرًا إلى طهران على خلفية تهديداتها لإسرائيل.
وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن "بلينكن" تحدث إلى وزراء خارجية كلٍ من تركيا والصين والسعودية، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لتوضيح أن "التصعيد ليس من مصلحة أي طرف".
وفي وقت سابق، أوضح "بلينكن"، في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أن واشنطن ستقف إلى جانب إسرائيل ضد أي تهديدات من إيران ووكلائها.
تحذير بريطاني
ومن جهته، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، اليوم الخميس، إنه أوضح لنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن إيران يجب ألا تجر الشرق الأوسط إلى صراع أوسع، وذلك عقب التهديدات التي وجهتها بلاده إلى إسرائيل.
وكتب "كاميرون"، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "إكس": "أوضحت اليوم لوزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أن إيران يجب ألا تجر الشرق الأوسط إلى صراع أوسع نطاقًا".
وأضاف كاميرون: "أشعر بقلق بالغ إزاء احتمال أن يؤدي سوء تقدير إلى مزيد من العنف، وينبغي لإيران بدلًا من ذلك أن تعمل على وقف التصعيد ومنع المزيد من الهجمات"، بحسب "رويترز".
فيما قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن تهديد إيران بتنفيذ ضربة ضد إسرائيل غير مقبول، مشيرًا إلى أن لندن تؤيد بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
انتقاد إيراني
ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان اليوم الخميس، إن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان انتقد -في اتصال بنظيره البريطاني- عدم إدانة لندن الهجوم على القنصلية بدمشق.
وأشار البيان الإيراني إلى أن "عبد اللهيان" أبلغ نظيره البريطاني أن صمت واشنطن ولندن يشجع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على توسيع الحرب.
موسكو تبقي اتصالها بإيران
فيما صرّح سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، بأن بلاده على اتصال مع الشركاء الإيرانيين بشأن الوضع في الشرق الأوسط، بعد الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في سوريا.
وقال ريابكوف، اليوم الخميس: "نبقى على اتصال مستمر مع إيران، ومن المتوقع أيضًا إجراء مناقشات متعمقة جديدة حول مجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط في المستقبل القريب بمجموعة البريكس، ونحن ندين هذا الهجوم من إسرائيل"، وفقًا لما أوردته وكالة "تاس".
وأضاف "ريابكوف" أن موسكو تعتقد أن التواطؤ مع التصرفات الإسرائيلية في الشرق الأوسط، التي تقع في قلب سياسة واشنطن، أصبح في كثير من النواحي السبب الجذري لمآسٍ جديدة.
كذلك، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إسرائيل وإيران إلى ضبط النفس والتصرف بمسؤولية، وفقًا لقناة "القاهرة الإخبارية".
وذكرت وزارة الخارجية الألمانية، أن "بيربوك" ناقشت الوضع المتأزم في الشرق الأوسط مع نظيرها الإيراني، وتابعت: "لا أحد لديه مصلحة في المزيد من التصعيد الإقليمي بالشرق الأوسط".
محاولات لوقف إيران
وأفادت صحيفة " يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية بأن إيران أوقفت ردًا عسكريًا كبيرًا على إسرائيل في اللحظات الأخيرة بعد تحذير أمريكي لها بأن واشنطن ملزمة بالدفاع عن إسرائيل، مضيفة أن إيران أجلت في اللحظة الأخيرة تنفيذ الرد أو أنها قررت تغيير طبيعة العملية.
وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، إن "ضرورة رد إيران" على الهجوم على قنصليتها في دمشق كان من الممكن التغاضي عنه لو ندد مجلس الأمن الدولي بالهجوم.
وأضافت البعثة، اليوم الخميس، على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "لو كان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ندد بالعمل العدواني المستحق للتوبيخ من جانب النظام الصهيوني على مقرنا الدبلوماسي في دمشق ثم جعل الجناة يمثلون أمام العدالة، لكان من الممكن أن تجنب معاقبة إيران لهذا النظام المارق"، وفقًا لـ"رويترز".