الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خيارات الانتقام والرد.. سيناريوهات المواجهة المحتملة بين إيران وإسرائيل

  • مشاركة :
post-title
المرشد الأعلى فى إيران علي خامنئي ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بعد توارد تقارير صحفية غربية تفيد بأن إيران تستعد لردّ وشيك على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، بداية الشهر الجاري، سلطت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، الضوء على سيناريوهات الانتقام الإيراني، وكيف سيكون الردّ الإسرائيلي؟.

ودمر هجوم إسرائيلي القنصلية الإيرانية لدى دمشق، وأدى إلى مقتل 16 شخصًا، بينهم ضابطان كبيران، وتوعد مسؤولون إيرانيون، يتقدمهم المرشد الأعلى على خامنئي، بأن إسرائيل سوف "تنال العقاب" بعد الهجوم الذي وقع في الأول من أبريل.

ونقلت "ذا تليجراف" عن المُحاضِر البارز في الأمن الدولي بجامعة برونيل لندن، ستيفن واجنر، أن "النظام الإيراني حذر بشكل عام، ويتجنب المواجهة المباشرة، لكنه يتعرض للاستفزاز أكثر من المعتاد".

وأضاف: "الضربة الإسرائيلية في سوريا ستخلق بالتأكيد شعورًا بالحاجة إلى الانتقام، ربما يكون هذا هو ما قرره السياسيون في طهران بعد أن سئموا.. ومن المنطقي الإدلاء ببيان مثير".

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نقلًا عن شخص مطلع لم تسمه، أن إسرائيل "تستعد لهجوم مباشر من إيران على جنوبي أو شمالي البلاد في غضون الـ24 إلى 48 ساعة المقبلة".

وذكرت "ذا تليجراف"، أن توعُّد إيران بالانتقام من إسرائيل جراء هذه الضربة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين، بأن أي عمل عسكري مباشر من طهران على أراضيها، فإنها سترد بضربات على الأراضي الإيرانية، يفتح الباب أمام حرب إقليمية واسعة النطاق في الشرق الأوسط.

سيناريوهات الانتقام الإيراني

ولفتت الصحيفة، إلى تقييم استخباراتي أمريكي نشرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية، في وقت سابق هذا الأسبوع، يشير إلى أن "إيران قد تكون مستعدة لشن ضربات عالية الدقة باستخدام الصواريخ البالستية أو الطائرات بدون طيار (المسيرة) على أهداف داخل إسرائيل".

وقالت "ذا تليجراف"، إن "الهجوم المباشر من الأراضي الإيرانية على إسرائيل، من شأنه أن يرقى إلى مستوى عمل من أعمال الحرب، ويمكن القول إنه سيكون بمثابة رد فعل مبالغ فيه على الضربة الأولية في دمشق، التي استهدفت القوات الإيرانية في الخارج، وليس أهدافًا داخل إيران نفسها".

أما السيناريو الآخر، وهو أكثر انسجامًا مع سلوك إيران السابق، وفقًا للصحيفة، فهو "إصدار أوامر لمجموعة من وكلائها في المنطقة، بإطلاق هجمات صاروخية أو طائرات بدون طيار واسعة النطاق عبر الحدود ضد إسرائيل".

ومن بين السيناريوهات للردّ الإيراني المحتمل، إطلاق طهران لوابل من الصواريخ من دولة أخرى على مواقع في مرتفعات الجولان، حسب "بلومبرج".

ونقلت "ذا تليجراف" عن مدير مبادرة "سكوكروفت" لأمن الشرق الأوسط في برنامج الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي، جوناثان بانيكوف، في تقييم أمني حديث: "إن الهجوم باستخدام الصواريخ الباليستية أو الطائرات بدون طيار ضد أهداف داخلية إسرائيلية سيكون الخيار الأكثر تأثيرًا وخطورة من ضمن الخيارات المتاحة لطهران".

وقال بانيكوف: "في حين أن إيران قد تسعى إلى منع التصعيد إلى حرب واسعة النطاق، على سبيل المثال، من خلال ضرب أهداف عسكرية أو استخباراتية فقط، بدلًا من الأهداف المدنية، إلا أن هذه خطوة لا تزال محفوفة بالمخاطر، بالنظر إلى أن إيران تحاول تجنب صراع أوسع من المرجح أنها غير مستعدة له".

وحتى لو حاول المرشد الإيراني -صاحب القول الفصل في البلاد- القيام بمثل هذه الخطوة "فسيتعين على جيشه تجاوز أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتطورة"، وفقًا لفابيان هينز، وهو زميل الأبحاث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

وقال "هينز"، في حديث لـ"بلومبرج"، إن "الأنظمة الإيرانية جيدة جدًا –ليس هناك شك في ذلك– المشكلة هي أن الدفاعات الإسرائيلية استثنائية تمامًا"، وأضاف: "إذا أظهرت الضربة أنه يمكن اعتراض معظمها وأنها ليست فعالة للغاية، فقد لا يزال بإمكانك -يقصد طهران- تحقيق نصر سياسي ورمزي، لكنها ستقلل من قدرات الردع لديك".

ويظل هناك أيضًا احتمال بأن الهجوم الإيراني ليس وشيكًا، خلافًا لتقييم الاستخبارات الأمريكية وتقارير وسائل الإعلام، التي أشارت إلى أن الردّ اقترب.

ويمكن بدلًا من ذلك، وفق "ذا تليجراف"، أن يكون "جزءًا من جهد أوسع لشنّ حرب نفسية ضد إسرائيل، وربما التحقيق في نقاط الضعف في دفاعها الجوي، من خلال إطلاق تهديدات تهدف إلى وضع الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب دائم".

ونقلت الصحيفة عن الخبير في شؤون الجيش الإيراني، كسرى عرابي، إنه "على الرغم من كل الضجيج الذي أحدثه النظام الإيراني، فإن توجيه ضربة مباشرة لإسرائيل من قبل الحرس الثوري الإيراني لا يزال غير محتمل إلى حد كبير".

وأضاف عرابي: "بدلًا من ذلك، ينخرط الحرس الثوري الإيراني حاليًا في شن حرب نفسية واسعة النطاق، بهدف جعل الخوف من الهجوم أسوأ من الهجوم الفعلي".

الرد الإسرائيلي المحتمل

وقالت "ذا تليجراف" إنه من المرجح أن يفكر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في الرد بالمثل إذا تعرضت أهداف عسكرية أو حكومية إسرائيلية لقصف إيراني.

وتشمل هذه الأهداف، حسب "ذا تليجراف"، مقر الحرس الثوري الإيراني في طهران، أو قواعد أخرى محتملة للحرس الثوري الإيراني، مثل منشآته الجديدة في محافظة سيستان وبلوشستان.

وفي مواجهة ضغوط هائلة داخل إسرائيل لتركيز الجهود على إعادة المحتجزين من قطاع غزة، "فمن غير المرجح أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي حريصًا على مواصلة الحرب مع إيران ما لم يكن ذلك ضروريًا للغاية، وردًا على تهديد وجودي فوري"، كما قالت الصحيفة البريطانية.