مع تزايد التوتر في القارة الأوروبية، وهيمنة شبح الحرب على تفكير قادتها، يعمل سلاح البحرية الملكية البريطانية على تسريع إطلاق سلاح "التنين الناري"، الذي يعتمد على أشعة الليزر القادرة على إسقاط الطائرات المُسيّرة والصواريخ المعادية.
وأشار تقرير لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية إلى أن البحرية الملكية تعمل على قدم وساق، ليصبح سلاحها الجديد موجودًا على متن السفن الحربية التابعة بحلول عام 2027.
وتعاون العلماء في مختبر بورتون داون الدفاعي في المملكة المتحدة(DSTL) مع خبراء الصناعات العسكرة في الأشهر الأخيرة؛ لتحويل سلاح الليزر من "تجربة معملية" إلى "سلاح جاهز تقريبًا" لساحة المعركة.
وقال جرانت شابس، وزير الدفاع البريطاني، خلال زيارته مختبر تطوير السلاح الجديد، إن السلاح الذي يمكن أن يصيب عملة معدنية من فئة "جنيه إسترليني" من مسافة كيلومتر "يمكن أن يكون له تداعيات هائلة".
وأوضح "شابس"، أمس الخميس، أن التأخير في نشر تقنيات الأسلحة الناشئة هو أكبر هدر للمال في مجال الدفاع: "في كل مرة يكون هناك تأخير، تكون هناك تكلفة".
ونوه بأن المملكة المتحدة تخطط لإضافة "التنين الناري" إلى ترسانتها بحلول عام 2027، لكنها تعمل لمعرفة ما إذا كان يمكنها إرسال نماذج أولية إلى أوكرانيا في وقت أقرب، حتى لو لم يتم تحسينها بنسبة 100%.
صامت وخفي
يعمل سلاح "التنين الناري" من خلال تركيز 37 قناة من أشعة الليزر بقدرة 1.5 كيلو واط، مرتبة في مصفوفة سداسية، ودمجها مع المرايا لدمج الطاقة وتضخيمها، وهي ظاهرة فيزيائية تعرف بـ"التداخل البناء".
هكذا، يتم خلق "شعاع ليزر مثالي" يمكن إطلاقه من خلال عدسة تلسكوبية، وفي الوقت نفسه، هو سلاح غير مرئي وصامت، إذ يبلغ الطول الموجي للضوء نحو ميكرون واحد، وهو ما لا يمكن رؤيته بالعين البشرية، وهو قريب من طيف الأشعة تحت الحمراء.
وأدت تجارب السلاح، التي تم تصنيعها باستخدام نظام توجيه مخصص بالكامل تقريبًا وأجزاء ليزر جاهزة، إلى تدمير طائرات مسيّرة، وتسببت في انفجار قذائف الهاون في أقل من خمس ثوانٍ.
ومن المأمول أن يتمكن الليزر من ضرب الطائرات بدون طيار بجزء صغير من تكلفة إطلاق الصواريخ الاعتراضية، والتي يمكن أن تصل إلى عشرات ومئات الآلاف من الدولارات.
وقد تم بناء النظام بهدف تدمير الطائرات المسيّرة، والتي سلط الصراع في أوكرانيا، وعدوان إسرائيل على قطاع غزة الضوء عليها، باعتبارها أحدث الحدود في الحرب الحديثة.
لكن شابس يعتقد أن النظام قوي بما يكفي لتحييد المقذوفات سريعة الحركة، مثل الصواريخ الباليستية.
وقال: "لا يتعلق الأمر فقط بالطائرات المسيّرة البطيئة القادمة بسرعة 120 عقدة.. يجب أن يكون السلاح قادرًا، في نهاية المطاف، على إسقاط الصواريخ باهظة الثمن أيضًا".
من أجل أوكرانيا
في حين أن تكنولوجيا "التنين الناري" ليست جاهزة للنشر في ساحة المعركة، اعترف شابس بأنه يجري محادثات مع علماء عسكريين حول مدى إمكانية استخدامه على الأرض في الصراع.
ونقلت "ذا تليجراف" قوله: "2027 هو الهدف، لكنني أريد أن أنظر إلى كل جانب من جوانب هذا الأمر".
تابع: "هناك صراع مباشر يدور في أوروبا في الوقت الحالي، ولدينا سلاح متطور فريد من نوعه يمكن أن يكون مفيدًا".
وأضاف: "دعونا نقول إنه ليس من الضروري أن يكون الأمر مثاليًا بنسبة 100% حتى يتمكن الأوكرانيون من وضع أيديهم عليه".
كما صرّح مات كورك، مدير المشروع، أنه قد يتم تسليم السلاح الجديد للتجريب لعدد من أفراد الجيش في سبتمبر المقبل، مع قيام مجموعة الدفاع الجوي السابعة بوضع هذه التكنولوجيا ضمن خطواتها.
وبينما لا يزال المقصود من النسخة الأرضية من "التنين الناري" أن تكون تقنية دفاع جوي أرضية وسيتم تركيبها على شاحنة، عندها سيقدم خبراء الجيش البريطاني تعليقات حول كيفية تحسينها وتسليط الضوء على أي مشكلات.