الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تضارب المواقف الأمريكية حول "غزة".. بين نفي الإبادة ودعوات وقف إطلاق النار

  • مشاركة :
post-title
بايدن يتوسط أوستن وبلينكن

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تكشف التصريحات الصادرة عن كبار المسؤولين الأمريكيين حول الأوضاع في قطاع غزة عن حالة من التناقض والارتباك والتردد في السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية تجاه هذا الملف الشائك.

فبينما نفى لويد أوستن، وزير الدفاع، وجود أي دليل على ارتكاب إسرائيل لإبادة جماعية في القطاع، انتقد الرئيس جو بايدن، بشدة السياسة الإسرائيلية معتبرًا أنها "خطأ"، وداعيًا لوقف فوري لإطلاق النار، وهذا التناقض يعكس الصراع داخل الإدارة بين الموقف التقليدي الداعم لإسرائيل وبين الضغوط المتزايدة للتحرك لوقف المأساة الإنسانية المتفاقمة في غزة.

أوستن ينفي "الإبادة"

وبحسب صحيفة " ذا هيل" الأمريكية، فقد أكد وزير الدفاع لويد أوستن، أنه لا يوجد لدى الولايات المتحدة أي دليل على وقوع إبادة جماعية في غزة، في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، مُتجاهلًا الانتقادات الموجهة من قبل منظمات حقوقية وناشطين دوليين لإسرائيل بشأن عملياتها العسكرية الواسعة النطاق في القطاع، التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، تأتي تصريحات أوستن في سياق الدعم التقليدي للإدارات الأمريكية المتعاقبة للسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

انتقاد بايدن

في المقابل، شكلت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، انتقادًا لاذعًا للسياسة الإسرائيلية في غزة، إذ وصفها بـ"الخطأ" في مقابلة مع شبكة "يونيفيسيون".

ودعا بايدن تل أبيب إلى إعلان وقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع خلال الأسابيع المقبلة.

وأكد بايدن أن تصريحاته الأخيرة تعكس تحولًا جذريًا عن موقفه السابق، وكان يحمل حركة حماس المسؤولية الرئيسية عن عدم التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مع إسرائيل.

تصريحات بايدن تأتي في ظل الضغوط المتزايدة من الرأي العام الأمريكي والمجتمع الدولي للتحرك لوقف المأساة الإنسانية في غزة.

مخاوف بلينكن

من جانبه، أشار أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إلى أن واشنطن تتواصل مع إسرائيل لتوفير بدائل عن العملية البرية المحتملة في مدينة رفح الفلسطينية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لم يصلها موعدًا لعملية عسكرية إسرائيلية محتملة بالمدنية، التي تعد الملاذ الأخير للفلسطينيين النازحين في القطاع.

كما ذكر موقع أكسيوس الأمريكي أن يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، أبلغ نظيره الأمريكي لويد أوستن، أن تل أبيب لم تحدد بعد موعدًا للعملية.

وأعرب بلينكن عن مخاوف إزاء قدرة إسرائيل على إجلاء المدنيين من المدينة قبل أي عملية برية، واصفًا هذه العملية بأنها ستشكل خطرًا كبيرًا على المدنيين.

في الوقت نفسه، أكد بلينكن أن الولايات المتحدة تعمل بشكل وثيق مع قطر ومصر للتوصل لاتفاق فوري لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين، مشيرًا إلى وجود "عرض جاد" قُدم لحركة حماس ينبغي قبوله.

وشدد على ضرورة تسريع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وفتح المزيد من المعابر البرية.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا، منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما أدى حتى الآن إلى استشهاد 33 ألفًا و360 فلسطينيًا غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 75 ألفًا و993 آخرين بجروح مختلفة، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال الآلاف في عداد المفقودين تحت الركام والطرقات، بينما تمنع إسرائيل طواقم الإسعاف من الوصول إليهم.