سلطت صحيفة" الجارديان" البريطانية، الضوء على حجم الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
ورصدت الصحيفة عودة آلاف الفلسطينيين، المنهكين من ستة أشهر من العدوان المتواصل، وعمليات النزوح المتعددة، إلى خان يونس المدمرة، أمس الاثنين، بعد يوم من انسحاب قوات الاحتلال غير المتوقع من جنوب قطاع غزة.
وانتقلت أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى خان يونس، أمس الاثنين، لانتشال ما يمكنهم من وسط الدمار الواسع الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، وذلك بعد يوم من إعلان جيش الاحتلال سحب قواته من المنطقة.
وعاد كثيرون إلى ثاني أكبر مدن القطاع؛ ليجدوا أن مسقط رأسهم السابق بلا معالم، في ظل تدمير أو تضرر عشرات المباني، حيث وجدت أكوام من الركام مكان الشقق والمحال التجارية.
وذكرت الجارديان، أنه مع قيام الكثيرين بالرحلة سيرًا على الأقدام من رفح الفلسطينية المجاورة، ناضلوا للعثور على المنازل التي دمرت؛ بسبب قوة القصف الإسرائيلي، في الأحياء المثقلة برائحة الموت، حيث عملت العائلات والجيران على انتشال الجثث المدفونة منذ فترة طويلة تحت الأنقاض.
ولفتت الصحيفة إلى مقطع فيديو من خان يونس، أمس الاثنين، أظهر مشهدًا لمباني مدمرة متعددة الطوابق، وبعض الجدران شوهتها كتابات باللغة العبرية، وأشخاص يتدافعون فوق الأنقاض.
وفي خان يونس، حيث أرسلت إسرائيل قوات إلى المدينة في ديسمبر الماضي، تم تجريف الشوارع ولحقت أضرار بالمدارس والمستشفيات بسبب القتال.
وأشارت الجارديان، إلى أنه مع تدمير أو تضرر حوالي 55% من المباني في المدينة، فإن العديد من العائدين إلى أحيائهم في ثاني أكبر مدينة في غزة كانت التجربة محطمة عاطفيًا.
ونقلت الصحيفة عن أحد العائدين إلى خان يونس، الذي يدعى "قنديل"، ويبلغ من العمر 46 عامًا، قوله لوكالة "فرانس برس": "كنا نأمل أن نجد المنزل أو بقاياه أو نأخذ منه شيئًا ليغطينا. لم نجد المنزل".
وأضاف قنديل: "في كل بيت شهيد وجريح. لا يمكن للكلمات أن تصف حجم الدمار والمعاناة التي مررنا بها، بكينا بشكل هستيري عند رؤية الدم".
وقال محمد أبو دياب (29 عامًا): "لم يبق شيء، لا أستطيع تحمل المنظر. سأبحث بين الأنقاض حتى أجد ملابس أرتديها. سأعود وأسكن بجوار أنقاض منزلي حتى لو كان في خيمة".
وقال أحمد أبو الريش: "كل هذا مجرد ركام، لا يمكن للحيوانات أن تعيش هنا، فكيف يفترض بالإنسان أن يفعل ذلك؟".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت مدينة خان يونس في ديسمبر، في ظل حربها الوحشية على قطاع غزة بعد هجوم 7 أكتوبر. وأسفرت الحرب التي بدأت شهرها السابع عن استشهاد أكثر من 33 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال، ناهيك عن نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتركت مساحات شاسعة من قطاع غزة المحاصر غير صالحة للسكن.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن الكثيرين عادوا إلى ثاني أكبر مدينة في قطاع غزة؛ ليجدوا أن مدينتهم السابقة لم يعد من الممكن التعرف عليها. فمع تدمير أو تضرر عشرات المباني أصبحت أكوام الأنقاض قائمة محل ما كان بيوتًا أو محلات من قبل. وتعرضت الشوارع للتجريف، بينما تضررت المدارس والمستشفيات بسبب القتال.
وقالت الوكالة، إن انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من خان يونس، يُشير إلى نهاية مرحلة أساسية في حربها على غزة، وجلب مستويات قوات الاحتلال في القطاع إلى أحد أدنى المستويات منذ بدء الحرب.
وأفسح الانسحاب الإسرائيلي الطريق لبعض الفلسطينيين للعودة إلى المنطقة، سيرًا بين جبال من الحطام لمحاولة العثور على أي ممتلكات.