بينما لا تزال الحرب مستمرة، وتزايد المخاوف من احتمال انهيار قوات كييف عسكريًا أمام الضغط الروسي، كشفت تقارير صحفية عن تردد واشنطن وبرلين في قبول انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إذ يرى البعض أن تلك الخطوة ربما تجر الحلف إلى أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي هذا السياق، برزت مناقشات بشأن خيارات أخرى كحلول وسط بدلًا من العضوية الكاملة، مثل توفير مساعدات عسكرية وأمنية طويلة الأمد لكييف من قبل الحلف.
ووسط هذه التطورات المتسارعة، تكشف التقارير تفاصيل مهمة حول موقف الدول الغربية وخططها المقترحة للتعامل مع الأزمة الأوكرانية، وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن واشنطن وبرلين مترددتان في قبول انضمام أوكرانيا إلى الناتو، رغم المخاوف من انهيار كييف عسكريا تحت الضغط الروسي.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين في الكتلة التي تقودها الولايات المتحدة يشعرون بالقلق من أن مثل هذه الخطوة الجذرية "من شأنها أن تجرها إلى أكبر حرب برية في أوروبا منذ عام 1945"، مضيفة أن الناتو يبحث عن "حل وسط" بدلًا من ذلك.
وتتقاسم برلين وواشنطن، اللتان تعارضان فتح محادثات العضوية مع أوكرانيا في قمة الناتو في واشنطن في يوليو المقبل، هذه المخاوف، لكنهما في الوقت نفسه، تدعمان التزامات المساعدة الأمنية طويلة المدى لأوكرانيا.
وحثّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، أعضاء الكتلة على التركيز على تزويد أوكرانيا "بمساعدة أمنية موثوقة ويمكن التنبؤ بها" بدلًا من التبرعات الطوعية.
وبحسب ما ورد، اقترح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي حزمة مساعدات عسكرية مدتها خمس سنوات بقيمة 107 مليارات دولار لكييف، وهو ما من شأنه أن يؤدي أيضًا إلى تحمل الكتلة المزيد من المسؤولية، بدلًا من الولايات المتحدة، في ما يتعلق بتنسيق المساعدة.
ومع ذلك، قال العديد من الدبلوماسيين الغربيين للصحيفة الأمريكية، إن هذه الخطة تبدو "بعيدة المنال" في الوقت الحالي.
وقال سفير الولايات المتحدة السابق لدى حلف شمال الأطلسي إيفو دالدر، إن واشنطن تبدو معارضة ضمنيًا للمبادرة، الأمر الذي من شأنه أن يقلل من دورها في تنسيق المساعدة.
وتحدثت المجر، وهي عضو آخر في حلف شمال الأطلسي، علنًا ضد أي تحركات قد تجعل الكتلة أكثر انخراطًا في الصراع.
ويقول التقرير إنه من غير الواضح أيضًا كيف يمكن للحلف إجبار الأعضاء على المساهمة في حزمة الـ100 مليار يورو على مدى هذه الفترة الطويلة من الزمن.
ومع ذلك، "قد لا يكون أي من هذه الأمور مهمًا" بحلول الصيف إذا استمرت روسيا في صد قوات كييف، إذ إن أوكرانيا "في خطر خسارة الحرب"، حسبما ذكرت نيويورك تايمز.
وفي الأسابيع الأخيرة، حررت روسيا مدينة أفدييفكا الرئيسية في دونباس، بينما استولت على العديد من المستوطنات القريبة.
ومن جهته، حذر الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، الشهر الماضي، من أن هذا لن يكون الانسحاب الأخير ما لم تجدد الولايات المتحدة مساعدتها العسكرية.
وتعثرت حزمة المساعدات منذ أشهر في الكونجرس الأمريكي بسبب معارضة الجمهوريين، إذ يطالب أعضاء الحزب الجمهوري ببذل المزيد من الجهود لتعزيز أمن الحدود.
وأدانت روسيا شحنات الأسلحة الغربية إلى كييف، محذرة من أنها لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع، كما اتهم المسؤولون في موسكو الغرب باستخدام أوكرانيا كأداة لإلحاق "هزيمة استراتيجية" بروسيا.