تسعى روسيا "بشكل شبه مؤكد" إلى تجنب صراع عسكري مباشر مع أعضاء الناتو، وستقوم بمعايرة مناوراتها الجيوسياسية؛ لتجنب حرب عالمية، هذا ما خلصت إليه وكالات الاستخبارات الأمريكية في تقييمها السنوي لتهديدات الأمن القومي.
تقرير الاستخبارات الأمريكية
وبحسب ما أشارت شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، كشف مكتب مدير المخابرات الوطنية عن تقييمه للتهديدات لعام 2024 في تقرير قدمه إلى الكونجرس، مشيرًا إلى أن مدخلات وكالة المخابرات المركزية و17 وكالة استخباراتية أخرى، تعكس أن موسكو "ستواصل نشاطها غير المتماثل تحت ما تعتبره عتبة الصراع العسكري على مستوى العالم".
وقال التقرير: "لا تزال روسيا خصمًا مرنًا وقادرًا عبر مجموعة واسعة من المجالات، وتسعى إلى إبراز مصالحها والدفاع عنها عالميًا وتقويض الولايات المتحدة والغرب".
وزعم تقييم الاستخبارات الأمريكية أن الصراع في أوكرانيا ألحق "أضرارًا جسيمة" بروسيا، لكنه أقر بأن الأزمة أدت إلى تحالفات أقوى مناهضة للولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى "أن علاقات روسيا مع الصين وإيران وكوريا الشمالية لتعزيز إنتاجها الدفاعي واقتصادها يمثل تحديًا كبيرًا للغرب والشركاء".
وقال مكتب مدير الاستخبارات الوطنية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يعتقد على الأرجح" أن استراتيجيته في أوكرانيا تؤتي ثمارها، وأن المساعدات الغربية لكييف ستتضاءل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الحرب بين إسرائيل وحماس.
واعترفت وكالات التجسس الأمريكية بأن القوات الروسية حققت مكاسب في ساحة المعركة في الجمهورية السوفيتية السابقة منذ أواخر العام الماضي، وأنها تستفيد من "الشكوك بشأن مستقبل المساعدة العسكرية الغربية".
استنفدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التمويل لأوكرانيا في يناير بعد إنفاق 113 مليار دولار من حزم المساعدات التي وافق عليها الكونجرس، قبل أن يتعثر طلب الإدارة للحصول على تمويل إضافي بقيمة 60 مليار دولار في الكونجرس، بسبب معارضة الجمهوريين.
سبق أن ألقى بايدن باللوم على المشرعين الأمريكيين في سقوط أفدييفكا الأوكرانية، وهي معقل رئيسي في دونباس، الشهر الماضي، في أيدي القوات الروسية، قائلًا إن القوات الأوكرانية لم تحصل على الذخيرة التي تحتاجها.
سقوط المدن الأوكرانية
وقال رئيس وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، لأعضاء لجنة الأمن بمجلس الشيوخ الأمريكي: "أعتقد أنه بدون مساعدة تكميلية في عام 2024، سوف نرى المزيد من المدن تسقط، وهذا -كما يبدو لي- سيكون خطأ فادحًا وتاريخيًا بالنسبة للولايات المتحدة".
وأضاف أنه إذا تمت الموافقة على المزيد من المساعدات الأمريكية، فيمكن للقوات الأوكرانية "استعادة المبادرة الهجومية" بحلول أواخر عام 2024 أو أوائل عام 2025.
واعترف التقييم الاستخباراتي بأن الزخم في أوكرانيا "يتحول بشكل متزايد" لصالح روسيا، مؤكدًا أن "صناعة الدفاع الروسية تعمل بشكل كبير على تكثيف إنتاج مجموعة كاملة من الأسلحة الهجومية بعيدة المدى، وذخائر المدفعية وغيرها من القدرات التي ستسمح لها بمواصلة حرب طويلة وعالية الحدة، إذا لزم الأمر".