يحتفل حلف شمال الأطلسي بالذكرى الـ75 على تأسيسه، على يد اثنى عشر عضوًا، قبل أن ينتهي المطاف بـ 32 دولة، في ظل خطط التوسع للحلف، في مواجهة التهديد الروسي، بحسب صحيفة "دي فيلت".
وقال الأمين العام للحف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج في حفل أقيم في المقر الرئيسي في بروكسل، إن الحلف أصبح أقوى وأكثر اتحادًا من أي وقت مضى.
"الناتو يدافع عن الحرية والديمقراطية في أوروبا".. هكذا تصف وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أهمية حلف شمال الأطلسي بالنسبة للدول الأعضاء، خلال الاحتفالية التي أقيمت في بروكسل، اليوم الخميس الرابع من أبريل.
الناتو سلاح أوكرانيا
وعقب الحفل، سيجتمع وزراء خارجية الناتو مع نظيرهم الأوكراني دميتري كوليبا، لبحث وتنسيق المساعدات الغربية لكييف.
ويركز وزراء خارجية الناتو، في بروكسل، على دعم أوكرانيا بعد اقتراح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج بحزمة مساعدات عسكرية مدتها خمس سنوات بقيمة 100 مليار يورو لأوكرانيا.
وقال عدد من الدبلوماسيين إن الحزمة تهدف إلى منح التحالف الغربي دورًا مباشرًا أكثر في دعم كييف، لجعل المساعدات المقدمة لأوكرانيا أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة.
ويهدف وزراء خارجية الناتو لوضع حزمة المساعدات قبل قمة الناتو في واشنطن في يوليو المقبل.
الإنفاق العسكري للناتو
ويكافح أمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج مع وزراء دفاع الدول الأعضاء، الامتثال لتخصيص نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي لصالح الإنفاق الدفاعي.
وتعهد أعضاء "الناتو" بزيادة الإنفاق على الدفاع في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي بدأ في فبراير 2022، إلا أن بعض الدول تواجه صعوبة في تحقيق ذلك.
روسيا و"خيانة الناتو"
ويزعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن حلف شمال الأطلسي خان روسيا، بتجاهل الوعود التي قطعها في عام 1990 بعدم التوسع شرقًا، وهو الوعد الذي قطعه كل من وزيري خارجية ألمانيا والولايات المتحدة آنذاك، هانز ديتريش جينشر وجيمس بيكر. وسرعان ما تراجع رئيسا الحكومة هيلموت كول، وجورج بوش الأب عن تلك الوعود، في أعقاب المخاوف المتزايدة من سياسة روسيا منذ عام 2006 تقريبًا.
وعقب الحرب الروسية في أوكرانيا، نفى الرئيس الروسي نية روسيا في الهجوم على إحدى دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في حال تحقيق النصر في أوكرانيا، واصفًا تلك المزاعم بأنها "محض هراء".
مخاوف الناتو
ويثير المرشح الجمهوري دونالد ترامب مخاوف حلف شمال الأطلسي، فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل.
وتخشى العديد من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أن تتراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها تجاه الحلف في ظل الفائز المحتمل في الانتخابات دونالد ترامب، وقد هدد ترامب بذلك مرارا وتكرارا.
خليفة "ستولتنبرج"
وفي أكتوبر المقبل سيتم إعادة انتخاب أمين جديد لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، في نهاية هذا العام، في ظل رغبة الأمين العام الحالي لحلف شمال الأطلسي ستولتنبرج التنحي بعد عشر سنوات في المنصب.
ويعتبر الهولندي مارك روته المرشح الواعد لخلافته، وفي الانتخابات سيحتاج إلى دعم جميع أعضاء الناتو، غير أن المجر أعلنت بالفعل أنها لن تدعم روته.
الدول الأعضاء
وعقب انضمام السويد رسميًا لحلف شمال الأطلسي خلال العام الجاري، ازداد عدد الأعضاء إلى 32 دولة، بعد انضمام فنلندا في عام 2023.
بقايا الحرب الباردة
وخلال الحفل، سيتم عرض الوثيقة التأسيسية (النسخة الأصلية) لحلف شمال الأطلسي لأول مرة في المقر الرئيسي في بروكسل، والتي وقعت عليها الولايات المتحدة وإحدى عشرة دولة أخرى في واشنطن في 4 أبريل 1949.
تأسس الناتو في سياق بداية الحرب الباردة، وانضمت دول عديدة إليه أولا اليونان وتركيا في عام 1952، ثم ألمانيا في عام 1955 وإسبانيا في عام 1982.
وفي عام 1950، تم تأسيس حلف "وارسو"، الذي كان يعادل الاتحاد السوفييتي وحلفائه، والذي تم حله في عام 1991، بعد نهاية الحرب الباردة، شارك الناتو في عدة حروب، بما في ذلك أفغانستان وكوسوفو.