الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نتيجة لسلوك جيشها بغزة.. سمعة الاحتلال في مهب الريح عالميا لعدة أجيال

  • مشاركة :
post-title
العلم الإسرائيلي وعليه دماء يظهر لأول مرة في الولايات المتحدة

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

انقلبت الأمور رأسًا على عقب بالنسبة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وباتت علاقاتها الدبلوماسية مع بقية دول العالم متدنية إلى أبعد الحدود، بعد مرور ما يزيد على 5 أشهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بفضل الغطرسة والتعنت في الاستمرار بالقصف العشوائي وقتل المدنيين وحصارهم في رقعة صغيرة جدًا من القطاع، الأمر الذي تسبب في حدوث مجاعة وانتشار الأمراض.

وتسببت إسرائيل في دمار هائل داخل قطاع غزة، إذ كشف موقع يونوسات عن طريق صور الأقمار الصناعية، عن تدمير 88868 مبنى، يمثلون نحو 35% من إجمالي المباني في قطاع غزة وما يقدر بنحو 121.400 وحدة سكنية، كما وثقت الصحة العالمية ما لا يقل عن 410 هجمات على مرافق الرعاية الصحية، في الوقت الذي استشهد فيه أكثر من 32 ألفًا، أغلبهم من النساء والأطفال، بينما أُصيب 75 ألفًا آخرون.

دعم العم سام

على مدار الشهرين الماضيين، اتسعت الهوة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد امتناع أمريكا من استخدام الفيتو لمنع تمرير قرار دولي بوقف إطلاق النار في غزة، وباتت تحذيرات بايدن وإدارته بأن إسرائيل تفقد الدعم والسمعة ربما لعدة أجيال بسبب قصفها المستمر للمدنيين أمرًا تكررًا، وكانت ذروة الخلاف، بحسب مجلة تايم الأمريكية، وصلت أوجها عندما طالب جاك شومر، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، بإجراء انتخابات مبكرة وإزاحة نتنياهو، الذي وصفه بأنه ضل طريقه.

ورغم الاختلاف الكبير بين بايدن وترامب، إلا أن تصرفات إسرائيل مع الفلسطينيين جمعت الطرفين على رأي واحد، إذ أعرب ترامب عن مخاوف مماثلة في مقابلة أجريت معه مؤخرًا مع صحيفة إسرائيل هايوم الإسرائيلية، التي حذّر خلالها من أن إسرائيل تخسر الكثير من الدعم بشأن طريقة تعاملها مع الحرب في غزة، مضيفًا أن صور القصف القادمة من القطاع تخلق "صورة سيئة للغاية للعالم".

المظاهرات الداعمة لفلسطين جابت العالم
الحلفاء الغربيين

أصبحت الهوة بين حلفاء إسرائيل الغربيين واضحة في الأشهر الأولى من الحرب، وخلال هذه الفترة، بحسب مجلة التايم الأمريكية، انقلبت الأفضلية لإسرائيل في أماكن مثل البرازيل والصين والمكسيك وجنوب إفريقيا من الإيجابية إلى السلبية، بجانب انخفاض الدعم في عدد من البلدان التي كانت لديها بالفعل آراء سلبية واضحة تجاه إسرائيل، مثل اليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، وبحلول ديسمبر كانت الولايات المتحدة السوق الرئيسية الوحيدة التي ظلت فيها المشاعر العامة تجاه إسرائيل إيجابية بقوة، قبل أن تتغير بالطبع.

كانت هذه الهوة أكثر وضوحًا في الأمم المتحدة، إذ تم مرارًا وتكرارًا مناقشة قرارات وقف إطلاق النار المتعددة التي قدمتها البرازيل والإمارات العربية المتحدة والجزائر ودعمها معظم الأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باستثناء المملكة المتحدة، التي امتنعت عن التصويت، بجانب قمعها من قبل الولايات المتحدة، بحجة عدم إدانة حماس أو المطالبة بالإفراج المتزامن عن المحتجزين الإسرائيليين، لكن تحقق الاختراق 25 مارس الماضي، عندما تمت الموافقة على قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع المحتجزين.

الوقت نفد بالفعل

أكد سياسيون ومشرعون للمجلة الأمريكية، أنه خلال أشهر الحرب ألحقت إسرائيل ضررًا بمكانتها العالمية أكبر مما ألحقته خلال العقود الخمسة والنصف السابقة من الاحتلال، وبدلًا من استغلال التعاطف والدعم العالمي في أعقاب أحداث 7 أكتوبر، للحملة العسكرية والدبلوماسية المعقولة مع القوى العالمية والشركاء العرب، اختارت إسرائيل بدلًا من ذلك تدمير غزة بالقصف العشوائي والحصار.

وحول المظاهرات التي تجوب إسرائيل، والمعارضة التي تطالب بانتخابات مبكرة، يرى السياسيون أنه كلما زاد عدد القادة الإسرائيليون الذين تحدثوا علنًا عن الأضرار التي لحقت بسمعة الحرب، وكلما تغلغلت المعلومات حول ما يحدث في غزة بالمجتمع الإسرائيلي، كلما أدرك الإسرائيليون أنهم فقدوا قدرًا هائلًا من التعاطف، لكن عند هذه النقطة قد يكون الوقت قد مر بالفعل.