أبدى الكثير من الديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي استياءهم من استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في الوقت الذي لا يفصل فيه بين الأمريكيين وبين الانتخابات الرئاسية المشتعلة على قدم وساق بين ترامب وبايدن سوى عدة أشهر فقط، الأمر الذي يمكن أن يكون له تداعيات خطيرة على احتفاظهم بالبيت الأبيض لفترة ثانية.
وتسببت إسرائيل في دمار هائل داخل قطاع غزة، حيث كشف موقع "يونوسات" عن طريق صور الأقمار الصناعية، عن تدمير 88868 مبنى، تمثل نحو 35% من إجمالي المباني في قطاع غزة، وما يقدر بنحو 121.400 وحدة سكنية، كما وثّقت الصحة العالمية ما لا يقل عن 410 هجمات على مرافق الرعاية الصحية، في الوقت الذي استشهد فيه أكثر من 32 ألفًا، أغلبهم من النساء والأطفال، وأُصيب 75 ألفًا آخرون.
صداع سياسي
ويتعرض بايدن لضغوط متزايدة من المشرّعين الديمقراطيين، بشأن تدهور الأوضاع في غزة، وتزايد الوفيات والغزو الإسرائيلي المحتمل لمدينة رفح الفلسطينية، حيث يعيش أكثر من مليون فلسطيني، وبحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، يخشى الديمقراطيون من أن تتحول الحرب في غزة إلى مسؤولية سياسية كبيرة للرئيس بايدن في صناديق الاقتراع، وقد تتفاقم إذا استمرت في الصيف.
ويرفض الأمريكيون بشكل متزايد تصرفات إسرائيل، الأمر الذي خلق صداعًا سياسيًا للديمقراطيين الذين يدفعون الحزب إلى التوحد خلف بايدن، ما أدى إلى مخاوف من أن القضية قد تطل برأسها على المسرح الكبير خلال انتخابات نوفمبر المقبل، وبالنسبة لحلفاء الرئيس فكلما تمكن بايدن من الانفصال عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بطريقة كبيرة، كان وضعه السياسي أفضل.
مشكلة كبيرة
ويخشى الديمقراطيون من أن استمرار الحرب يعتبر مشكلة كبيرة وضخمة، مشيرين خلال حديثهم للصحيفة الأمريكية إلى أن مؤتمر الديمقراطيين الذي يُعقد كل أربع سنوات في أواخر أغسطس سيكون كارثيًا، جراء الغضب الواضح ضد بايدن بسبب تعامله مع الحرب من خلال الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، ومن خلال المقاطعة المنظمة له في صناديق الاقتراع.
وأظهر استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة جالوب أن غالبية الأمريكيين لا يوافقون الآن على الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، حيث انخفض الدعم من 50 بالمائة في نوفمبر إلى 36 بالمائة هذا الشهر، بينما ارتفع عدد المعارضين من 45 بالمئة في نوفمبر إلى 55 بالمئة في مارس.
شيك على بياض
وتدرس الإدارة بيع إسرائيل ما يصل إلى 50 طائرة مقاتلة جديدة من طراز F-15، و30 صاروخ جو-جو متطور متوسط المدى من طراز AIM-120، بالإضافة إلى مجموعات ذخيرة الهجوم المباشر المشترك، والمعدات التي يمكنها تحويل القنابل الغبية إلى أسلحة موجهة بدقة، وهو ما انتقده الديمقراطيون، كونها تجاوزت موافقة الكونجرس، مشددين على أن العملية تقوض الشفافية ووصفوها بأنها شيك على بياض لنتنياهو.
ورغم سعي بايدن إلى مواصلة الضغط على إسرائيل لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، إلا أن الديمقراطيين حثوا بايدن وفريقه على دفع نتنياهو وحكومته للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، متسائلين عن مدى إمكانية تنفيذ ذلك في أقرب وقت ممكن، كونه ضرورة سياسية والشيء الصحيح الذي ينبغي عمله.