استيقظ العالم أول أمس (الاثنين) على كارثة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحق 7 من موظفي الإغاثة الإنسانية التابعين لمؤسسة المطبخ المركزي العالمي، بعد ما استهدفتهم طائرة بدون طيار (موجهة عن بُعد)، خلال استقلالهم لـ3 سيارات، وأطلقت عليهم صاروخًا معينًا، يستخدم فقط للإطاحة بالقيادات الكبيرة فقط، والذي استخدمه الجيش الأمريكي من قبل في قتل زعيم تنظيم القاعدة محمد الظواهري في أفغانستان.
كانت القافلة، بحسب المؤسسة العالمية، وصلت داخل السيارات المصفحة إلى مستودع دير البلح بقطاع غزة، وجميع المركبات الثلاثة التي يستقلونها تحمل شعار المطبخ العالمي، وقام الفريق الغذائي بتفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية التي تم جلبها إلى غزة عبر الطريق البحري، وأثناء مغادرتهم للمستودع، وعلى الرغم من التنسيقات التي تتم مع الاحتلال الإسرائيلي، تعرضت القافلة للقصف بعدة ضربات صاروخية متتالية.
"هيرميس 450"
تعتبر المسيّرة "هيرميس 450"، التي تم إطلاق الصواريخ منها، أساس أسطول الطائرات بدون طيار الإسرائيلية، وتابعة لمجموعة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية، وتستخدم في عدة دول لأداء مهام المراقبة والاستطلاع بشكل رئيسي، وتستوعب حمل صواريخ وقنابل بأوزان محددة، وتعمل بواسطة النظام العالمي للتحكم الأرضي، ويمكن تعديلها لتناسب المهمة المطلوبة، وتبلغ تكلفتها، بحسب "الديلي ميل" البريطانية، مليون و600 ألف يورو، وتعمل في أكثر من 30 دولة حول العالم.
يبلغ طول "هيرميس 450" نحو ستة أمتار، ويصل وزنها إلى 450 كيلوجرامًا، وتستطيع حمل 150 كيلوجرامًا، وتم تصميمها لتتحمل فترات طيران طويلة، ويبلغ مداها الأقصى 300 كيلومتر، وتحلق على ارتفاع يتجاوز 5500 متر، وتم تطويرها لتنفيذ العمليات التكتيكية الطويلة المدى ضمن وحدات الاستطلاع، وجمع المعلومات الاستخبارية لصالح جيش الاحتلال الإسرائيل، وتم تجهيزها بمعدات كهربائية وبصرية للرصد عبر الرؤية الاعتيادية، إضافة إلى الأشعة تحت الحمراء والرادار.
صواريخ هيلفاير R9X
وبحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، فقد أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي على القافلة المكونة من 3 مركبات، صواريخ من نوع هيلفاير R9X عالي الدقة، والمخصص لتقليل الأضرار الجانبية الكبيرة عند استخدامه، وهو الصاروخ نفسه الذي استهدفت به قادة من تنظيم القاعدة وداعش، كما تم استخدامه في استهدف منزل زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، بالعاصمة الأفغانية كابل، وتبلغ تكلفته 75 ألف يورو.
تم تقديم الصاروخ، والمخصص لتقليل الأضرار الجانبية الكبيرة عند استخدامه، كسلاح مضاد للدبابات في الثمانينيات، وبدأ استخدامه على الطائرات بدون طيار بعد أحداث 11 سبتمبر لاستهداف الأفراد، وبحسب "سكاي نيوز" فهو مزود برأس غير متفجر، يتجاوز وزنه 45 كيلوجرامًا، ويتطلب استخدامه معلومات استخباراتية عالية الدقة، كما أنه موّجه بالليزر، ويضرب الهدف بشكل مركز دون انفجار، ما يتيح تقليص دائرة الاستهداف بشكل كبير.
شفرات حادة
ويحتوي الصاروخ على ستة سكاكين "شفرات" تخرق هيكلها قبل ثوان من لحظة الاستهداف كي تقتل كل من يوجد على مقربة مباشرة من الهدف، ويتمكن الصاروخ بعد إطلاقه من اختراق أكثر من 100 رطل من المعدن، حيث يسمح للقادة العسكريين بتحديد الهدف بدقة متناهية، واستخدمه البنتاجون ووكالة المخابرات المركزية على حد سواء، في عمليات خاصة نفذت في سوريا واليمن والعراق وليبيا والصومال.
كان وصف إيرين جور، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية العالمية، الحادث بأنه هجوم مستهدف على المنظمات الإنسانية التي تظهر في أسوأ المواقف، حيث يُستخدم الغذاء كسلاح حرب، لافتة إلى أنه أمر لا يغتفر، وجميع القتلى، كانوا عائدين من مهمة استغرقت يومًا كاملًا، وكان لديهم الحب لإطعام الناس، وتصميم عالٍ لإظهار أن الإنسانية تسمو فوق كل شيء، معلنين إيقاف عملياتهم مؤقتًا على الفور في المنطقة، وذلك بعد تمكنهم من تقديم أكثر من 37 مليون وجبة إلى غزة منذ بدء الحرب.