سارعت دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى تقديم الاعتذار بعد مقتل 7 من أعضاء منظمة المطبخ المركزي العالمي (WCK)، في غارة جوية إسرائيلية داخل قطاع غزة.
7 قتلى
وأعلنت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" مقتل 7 من أعضاء فريقها في قطاع غزة خلال غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبرته أمرًا مأساويًا، وتبين أن من بين القتلى مواطنين أجانب من بولندا، وأستراليا، وأيرلندا، وبريطانيا، وأمريكي وكندي، بحسب "دي تسايت" الألمانية.
وتقود منظمة المطبخ المركزي العالمي، التابعة للشيف خوسيه أندريس، الجهود الرامية لإيصال الغذاء إلى غزة عن طريق البحر، وقد قامت بتسليم أطنان من الإمدادات إلى القطاع عبر سفينة من قبرص خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقال المطبخ المركزي العالمي إنه أوقف عملياته في المنطقة بعد الهجوم، وإن القتلى السبعة هم من أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة وفلسطين، وأحدهم مواطن مزدوج للولايات المتحدة وكندا.
ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية، أمس الاثنين، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 32845 شهيدًا و75392 مصابًا، منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأضافت الصحة الفلسطينية، في بيانها "أن جيش الاحتلال ارتكب 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 63 شهيدًا و94 مُصابًا، خلال الساعات الـ24 الماضية".
حادث خطير
ووصفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية الحادث بـ"الخطير"، مضيفة أنه "وقع بطريق الخطأ في هجوم للجيش الإسرائيلي"، فيما وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم، الحادث بـ"المأساوي الذي لم يكن مقصودًا، ولا علاقة له بسياسة إسرائيل"، وسارع للتحدث مع وزراء خارجية أستراليا وبولندا وبريطانيا، معربًا عن تعازيه لوفاة مواطنيهم في الحادثة، واعدًا بإجراء تحقيق شامل لمنع تكرار مثل هذه الحالات.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤولين سياسيين كبار قولهم: "إن الحادث الخطير تسبب في أضرار لإسرائيل، حيث سارعت إسرائيل إلى تحمل المسؤولية والاعتذار، ورجحوا أنه من المفترض أن تضطر إسرائيل إلى دفع تعويضات لعائلات القتلى".
قدّم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج اعتذاره لمنظمة "ورلد سنترال كيتشن" الإغاثية بسبب مقتل موظفيها في غزة،وقال " إن مقتل موظفي المنظمة "خسارة مأساوية"، وأكد التزام إسرائيل بإجراء تحقيق شامل في الحادث.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي في حديثه مع وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج: "إن إسرائيل بدأت التحقيق في تفاصيل الحادث"، وأشاد بأهمية المساعدات الإنسانية التي تقودها منظمة WCK في قطاع غزة، وأشار إلى أنه بعد مجزرة 7 أكتوبر، ساعدت المنظمة المواطنين الإسرائيليين.
وأضاف "كاتس"، "أن إسرائيل تولي أهمية الحفاظ على سلامة جميع العاملين في المنظمات الإنسانية في غزة، وفي الوقت نفسه العمل على توسيع نطاق المساعدات التي تدخل القطاع"، مشددًا على أن الحادث لن يضر بإدخال المساعدات الإنسانية أو مبادرة الممر البحري القبرصي.
ويُواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المُكثّف وغير المسبوق على قطاع غزة، جوًا وبرًا وبحرًا، مُخلّفًا آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء.
وزيرة الخارجية الأسترالية
وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج: "إن الحكومة الأسترالية تعتبر الحادث غير مقبول، وهذا الحادث مثال مأساوي على مطالبات أستراليا بالتصرف وفقًا للقانون الدولي والممرات الإنسانية للمدنيين".
وأضافت "وونج"، "أن رسائل أستراليا حول أهمية احترام القانون الدولي، ونقل المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، والممرات الإنسانية، وما شابه ذلك - يتم التحدث بها من مكان أصدقاء إسرائيل وحلفائها".
وردّ الوزير الإسرائيلي: "أن الحادث لم يكن ينبغي أن يحدث، وسنتأكد من عدم حدوث شيء مماثل مرة أخرى، وسلامة عمال الإغاثة في غزة، وسيتم إجراء تحقيق كامل لمنع تكرار حالات مماثلة، وأن إسرائيل ستواصل التصرف وفقًا للقانون الدولي".
ولا يزال آلاف الشهداء والجرحى الفلسطينيين لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض البنايات التي دمرها على رؤوسهم جيش الاحتلال؛ بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، في ظل حصار خانق للقطاع وقيود مُشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الكارثية.
وزير الخارجية البولندي
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف شيكورسي: "إن بولندا صُدمَت من "الهجوم، وأن WCK هي منظمة إنسانية غير سياسية، وكان الضحايا يتحركون على طريق كان ينبغي أن يكون آمنًا دون وقوع هجوم، ونتوقع إجراء تحقيق شامل ليس فقط من قِبل الجيش، لكن أيضًا بمشاركة بولندية".
وأضاف وزير الخارجية البولندي: "لقد حدث أيضًا أن الجيش الإسرائيلي قتل مختطفين، يجب أن يكونوا أكثر حذرًا، إن الوضع الإنساني في غزة مثير للجدل للغاية في العالم، نحن نتفهم الحاجة إلى التعامل مع الإرهابيين، ونعتقد أن ذلك يجب أن يكون مصحوبًا بعملية سياسية مع الفلسطينيين".
وقال سفير إسرائيل لدى بولندا، ياكوف ليفنا، إن "اليمين المتطرف واليسار في بولندا يهاجمون إسرائيل اليوم بعد الوفاة المأساوية لأعضاء منظمة الإغاثة في غزة".
وزير الخارجية البريطاني
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون: "إنه منزعج للغاية من الحادث الذي وقع في غزة، ولا يفهم كيف حدث، حيث تم نقل إحداثيات القافلة مسبقًا إلى الجيش الإسرائيلي، ونطالب بتوضيح".
وكتب كاميرون لاحقًا على حسابه بـ"إكس" "أن الحادث غير مقبول على الإطلاق، وأنه حثّ إسرائيل على توضيح كيفية حدوثه بشكل عاجل".
وفي الوقت نفسه استدعت بريطانيا، اليوم، سفيرة إسرائيل في لندن، تسيبي هوتوبلي، لتوبيخها بسبب مقتل عمال إغاثة في غزة، وأصدرت بريطانيا إدانة شديدة لمقتل عمال الإغاثة، ومن بينهم ثلاثة مواطنين بريطانيين، بحسب وكالة "رويترز".
وزير الخارجية الأمريكي
كما علّق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على الحادث، داعيًا، اليوم، إلى تحقيق سريع وموضوعي في الحادث، وأضاف: "لقد تحدثنا مباشرة مع السلطات الإسرائيلية وقمنا بحثها على التحقيق في الحادث وفهم ما حدث بالضبط".
وأبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت "أن هناك تقييمًا للوضع مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي وكبار أعضاء المؤسسة الأمنية"، وذكر مكتب جالانت "أن هذا حادث مؤسف يجب التحقيق فيه بشكل شامل واستخلاص الدروس منه وتنفيذه".
وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بتشكيل فريق تفتيش يقوم على الفور بفحص ملابسات الحادث، لفتح القيادة العسكرية المشتركة للقيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي والمنظمات الدولية العاملة في توزيع المساعدات الإنسانية في المنطقة على الفور، وفق "يديعوت أحرنوت".
ويقول مسؤولون أمريكيون إن إدارة بايدن أثارت هذه القضية على مستوى عالٍ للغاية مع الحكومة الإسرائيلية عدة مرات، لكن لم يكن هناك تغيير يذكر على الأرض، وفق "أكسيوس" الأمريكية.