في تطور مثير للجدل، أكدت الولايات المتحدة عدم علمها المسبق بالضربة الإسرائيلية التي استهدفت مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، وهو ما عكس حالة من القلق العميق، يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات مُتصاعدة بين إسرائيل وإيران.
خسائر فادحة في الحرس الثوري
كشفت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل سبعة مستشارين عسكريين، بينهم قادة كبار في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، جراء غارة إسرائيلية على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق. وعلى رأس القتلى، برز اسم اللواء محمد رضا زاهدي، أحد كبار قادة الفيلق الذي يعد الذراع الخارجية للحرس الثوري.
تحذيرات إسرائيلية متأخرة لواشنطن
في تفاصيل الحادث، كشفت مصادر أمريكية وإسرائيلية لموقع "أكسيوس" الأمريكي أن تل أبيب، أبلغت إدارة بايدن قبل دقائق قليلة فقط من توجيه ضربتها الجوية، دون طلب موافقة أمريكية مسبقة، إذ اعترف مسؤول أمريكي بأن التحذيرات الإسرائيلية كانت غير مفصلة، ولم تشر إلى استهداف مقر السفارة الإيرانية.
تل أبيب لم تطلب الضوء الأخضر
أوضح "أكسيوس" أن إسرائيل لم تطلب الحصول على "الضوء الأخضر" من الولايات المتحدة قبل شن هجومها على السفارة الإيرانية في دمشق، موضحًا أن هذا التصعيد جاء متزامنًا مع اجتماع عُقد عبر الفيديو بين مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، وكبار المسؤولين الإسرائيليين لبحث بدائل الاجتياح البري لمدينة رفح الفلسطينية.
وقال مسؤول أمريكي إن الضربة الجوية في سوريا لم يتم طرحها خلال الاجتماع الذي استمر ساعتين ونصف الساعة.
ردود فعل غاضبة من دمشق وطهران
على الجانب السوري، ندد وزير الخارجية فيصل المقداد بشدة بـ"الاعتداء الإرهابي الشنيع" الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، مُشيرًا إلى سقوط ضحايا أبرياء، أما السفير الإيراني في سوريا، حسين أكبري، فأكد استهداف المبنى القنصلي داخل مجمع السفارة.
إيران تهدد بالرد
في موقف متشدد، وصفت إيران الهجوم الإسرائيلي بأنه "انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي". كما حذرت طهران من أن الضربة تشكل "تهديدًا كبيرًا للسلم والأمن الإقليميين"، محتفظة بحقها في "اتخاذ رد حاسم" على الحادث.
يأتي الهجوم على السفارة الإيرانية في دمشق في سياق تصعيد عسكري إسرائيلي ضد حلفاء طهران في المنطقة، على خلفية العدوان المستمر على قطاع غزة. ففي الأشهر الستة الماضية، استشهد أكثر من 32 ألف فلسطيني في غزة، فيما كثفت إسرائيل غاراتها الجوية في سوريا ضد حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.
لم تعلق إسرائيل رسميًا على الحادث، لكن صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مصادر إسرائيلية اعترافها بتنفيذ الضربة الجوية في دمشق، وتعد هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل مباشرة مجمع السفارة الإيرانية على الأراضي السورية.