في زيارة استثنائية، وصل وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني إلى الصين اليوم الاثنين، وعقد قمة ثنائية مع نظيره الصيني وانج يي. وخلال القمة، ضغط وزير الخارجية الفرنسي على الصين بشأن القضايا التجارية والحرب في أوكرانيا، كما تناولت المحادثات الثنائية آخر الترتيبات للزيارة المرتقبة من قِبل الرئيس الصيني إلى باريس في مايو المقبل.
الأزمات التجارية
من الناحية التجارية، قال وزير الخارجية الفرنسي: "إن إعادة التوازن إلى شراكتنا الاقتصادية أولوية، كما هو الحال بالنسبة لشركائنا الأوروبيين"، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي سوق مفتوحة للغاية، بل الأكثر انفتاحًا في العالم. لكن العجز الحالي مع عدد معين من البلدان، بما في ذلك الصين، ليس مستدامًا بالنسبة لنا.
سبق، وأعرب المسؤولون الأوروبيون عن قلقهم من أن تدفق السيارات الكهربائية صينية الصنع منخفضة الأسعار يمكن أن يعطل الإنتاج ويؤدي إلى نزوح الوظائف في أوروبا. ويحقق الاتحاد الأوروبي فيما إذا كان دعم الحكومة الصينية للسيارات الكهربائية يعطي ميزة غير عادلة لمصدري السيارات الصينيين. وتشكو الشركات الأوروبية العاملة في الصين من أن التغييرات الأخيرة في قوانين الأمن القومي جعلت الاستثمار وممارسة الأعمال التجارية في البلاد أكثر خطورة، حسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
في حين، أعرب المسؤولون الصينيون عن مخاوفهم بشأن استراتيجية "إزالة المخاطر" التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي لضمان عدم اعتماده بشكل مفرط على أي دولة بمفردها للحصول على الإمدادات الحيوية والمعادن، وأعرب "وانج يي" عن تفهمه للموقف الأوروبي لكنه قال إنه يأمل ألا يؤثر سلبًا على معنويات الأعمال.
وذكر وزير الخارجية الصيني: "أعتقد أن الحقائق أثبتت وستظل تثبت أن الصين تمثل فرصًا لأوروبا، وليس مخاطر.. الطرفان شريكان وليسا خصمين"، مشيرًا إلى أن الصين مستعدة لاستيراد المزيد من "المنتجات والخدمات الفرنسية عالية الجودة" وتعمل على حل المخاوف التي أثارتها الشركات الأوروبية، بما في ذلك القيود المفروضة على نقل البيانات إلى الخارج.
وبدوره، أصر سيجورنيه على أن أوروبا لا تصبح حمائية وتظل مفتوحة للاستثمار، في إشارة محتملة إلى محاولات جذب شركات صناعة السيارات الصينية وغيرها من الشركات لخلق فرص عمل من خلال بناء مصانع في أوروبا.
وأكد أيضًا أن فرنسا لا تريد "الانفصال" عن الاقتصاد الصيني، بل تريد الانخراط في "إعادة التوازن الاقتصادي" للتأكد من أن العلاقات التجارية "صحية ومستدامة".
الحرب الأوكرانية
تبنت الصين موقفًا محايدًا، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، إذ طالبت طرفي النزاع بالجلوس على طائلة الحوار وتبني السلام لإنهاء الحرب، وهو ما اعتبرته الدول الغربية تأييدًا لموسكو في الحرب.
وعلى هامش لقائه اليوم بوزير الخارجية الصيني، قال وزير الخارجية الفرنسي، إن باريس تتوقع من بكين، باعتبارها دولة كبرى، أن تنقل رسائل واضحة إلى موسكو، مفادها إنهاء الحرب، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وأكد سيجورني، أن الحكومة الصينية "تلعب دورًا رئيسيًا في احترام القانون الدولي، بما في ذلك سيادة أوكرانيا".
وفي سياق متصل، حذّر المبعوث الصيني الخاص للشؤون الأوراسية في وقت سابق، من تصاعد الحرب، وقال إن أوكرانيا وروسيا "تتفقان على أن المفاوضات، وليس الأسلحة، هي التي ستنهي هذه الحرب في نهاية المطاف".
وبحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصادرة من هونج كونج، تريد الصين من أوروبا أن تسمح لروسيا بالجلوس إلى طاولة محادثات السلام المستقبلية – وإلا ستقاطع بكين مثل هذه المناقشات.