مازالت أصداء قيام الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الأوفر حظًا لخوض الانتخابات الرئاسية بالحزب الجمهوري، دونالد ترامب، بالترويج للإنجيل؛ من أجل الوصول للبيت الأبيض واستمالة الأمريكيين السود، تنتشر في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت من بين تداعياتها إثارة موجة من الغضب بين الزعماء الدينيين السود، الذين اتهموه بالعنصرية والتدنيس، ساخرين من أنه يحاول الترويج لمشروع تجاري جديد وبيع كتاب لم يقرأه أبدًا.
وظهر المرشح الرئاسي الجمهوري في مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق على قناة Truth Social، وقام بالترويج للأناجيل التي تحمل عنوان "بارك الرب في الولايات المتحدة الأمريكية"، ووجه أتباعه بحسب شبكة "سي بي إس" الأمريكية، بشراء الأناجيل بسعر 60 دولارًا، مطالبًا المواطنين بالحصول عليه وامتلاكه من أجل معرفة الحقوق والواجبات التي يتمتعون بها كأمريكيين.
السلوك الثقافي
تلك الخطوة لم يتعامل معها الزعماء الدينيون السود، بأي لطف، بل وفقًا لصحيفة theroot الأمريكية، أخذوا الأمر على محمل الجد، مشيرين إلى أن بيع الأناجيل بتلك الطريقة يعتبر تدنيسًا، ويدل على السلوك الثقافي لترامب وأتباعه، كما أنهم يرونه أمرًا مثيرًا للاشمئزاز، خاصة أنه وفقًا لهم، استغل أسبوع الآلام الذي يحتفل فيه المسيحيون للترويج لنفسه.
ويستعد الرئيس السابق لمواجهة الرئيس الحالي جو بايدن، في مباراة العودة وخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 والتي تجرى كل أربع سنوات، ومن المتوقع انطلاقها الثلاثاء 5 نوفمبر المقبل، على أن يتم إعلان الفائز في يناير 2025، وذلك بعدما حقق الطرفان انتصارًا كاسحًا في السباقات التمهيدية التي أجراها الحزبان الجمهوري والديمقراطي.
عنصري ومخادع
ورأى القساوسة الذين تحدثت معهم الصحيفة، أن بيع ترامب لشيء لم يقرأه هو أمر عنصري ومخادع، ويرون أنه من السخافة أن يقوم الرئيس السابق ببيع الكتاب المقدس بحوالي 60 دولارًا، في الوقت الذي يمكن الحصول عليه مجانًا من أي مكان، مطالبين الأمريكيين المؤمنين حقًا بالكتاب المقدس أن يدركوا مدى الإهانة التي وقع فيها ترامب عند قيامه بذلك.
ومقابل المبلغ، يحصل المشتري على نسخة من الدستور الأمريكي ونسخة من وثيقة الحقوق ونسخة من قسم الولاء وإعلان الاستقلال، بجانب نسخة من الكتاب المقدس تحت شعار "فليبارك الله أمريكا"، الذي يستمده من أغنية وطنية تحمل نفس العنوان.
أصوات السود
وزادت حملة ترامب لكسب أصوات السود بشكل ملحوظ خلال الأسابيع القليلة الماضية، وفي الآونة الأخيرة، انتشرت على الإنترنت صور مزيفة مدعومة بالذكاء الاصطناعي للرئيس السابق مع مجموعات من السود، وذلك ردًا على استطلاعات الرأي التي تؤكد ضعف حملته الانتخابية بين تلك الفئة الأمريكية الكبيرة، حيث كشف آخر استطلاع أجرته جامعة سوفولك أن ما يقرب من 83% من الناخبين السود يرون أن الإجراءات القانونية ضد ترامب مناسبة، بينما يبلغ دعمه من السود حاليًا حوالي 12% بحسب الصحيفة.