بينما كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على أعتاب أزمة مالية، نتيجة الدعاوى القانونية العديدة، وعلى هامش الترشح نحو البيت الأبيض بعد أن أصبح المرشح الأساسي للحزب الجمهوري، حصل على مساعدة مالية من مصدر غير متوقع، وهو منصته الاجتماعية المتعثرة "تروث سوشيال".
والجمعة الماضي، وافق مستثمرون على خطة لطرح شركة "تروث سوشيال" للاكتتاب العام، ما زاد صافي ثروته بمليارات الدولارات، وفق تقرير لمجلة "تايم" الأمريكية.
وكان ترامب مُدينًا لولاية نيويورك بنحو نصف مليار دولار في قضية "احتيال مدني"، قبل أن تتم مراجعة المبلغ وتخفيضه إلى 175 مليون دولار.
وبدأت شركة "تروث سوشيال" التداول في بورصة ناسداك، أمس الثلاثاء.
بداية انطلاق تروث سوشيال
وأطلقت مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، المالكة لمنصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، رحلتها التي طال انتظارها كشركة عامة، عند جرس الافتتاح، أمس الثلاثاء، تحت رمز السهم "دي جيه تي" وفق شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.
وارتفع السهم بنسبة 56% تقريبًا عند الافتتاح إلى 78 دولارًا، وتوقف التداول لفترة وجيزة بسبب التقلبات. واستقرت أسهم ترامب ميديا حول 70 دولارًا، ثم بحلول جرس الإغلاق انتهى سهم ترامب ميديا عند 57.99 دولار، بارتفاع أكثر تواضعًا بنسبة 16% خلال اليوم.
وعلى الرغم من الانخفاض الذي حدث في وقت متأخر من أمس الثلاثاء، لا تزال "وول ستريت" تمنح شركة ترامب ميديا تقييمًا مذهلًا يقارب 11 مليار دولار، وهو سعر يحذر الخبراء من أنه غير مرتبط بالواقع.
وارتفعت أسهم شركة Digital World Acquisition Corp، التي أصبحت "ترامب ميديا"، صباح أمس الثلاثاء، بأكثر من 200%، وارتفعت الأسهم مرة أخرى في بداية التداول، أمس الثلاثاء، وهي أول فرصة للمستثمرين لتداول الأسهم بعد الدمج، تحت مؤشر "دي جيه تي" الجديد.
وتعليقًا على ذلك، قال جاي ريتر، أستاذ المالية في كلية وارينجتون للأعمال بجامعة فلوريدا: "هذا وضع غير عادي للغاية.. سعر السهم منفصل إلى حد كبير عن أساسيات الميدان".
وأضاف "ريتر" أن "ترامب ميديا" كانت ستبلغ قيمتها نحو دولارين للسهم فقط - ليس بالقرب من سهم إغلاقها - سعر 58 دولارًا.
وبعد إصدارها في أوائل عام 2022، اكتسبت بسرعة عددًا من المستخدمين، وفي آخر إحصاء، سجل نحو 8.9 مليون شخص في التطبيق، لكن من غير الواضح كم عدد المستخدمين النشطين.
وتقول الخبيرة المالية كريستي مارفن: "إن القيمة هذه إنما تعطي ترامب مقياسًا لكيفية أدائه في الانتخابات، هناك بالتأكيد أشخاص يحبون ترامب ويريدون دعمه، ومن المحتمل أنهم يشترون الأسهم لأجل ذلك، وربما هناك أشخاص آخرون يفكرون ماذا لو فاز بالرئاسة؟"
ويتقدم ترامب حاليًا على بايدن في بعض استطلاعات الرأي الوطنية والولايات المتأرجحة، التي من المرجح أن تحدد نتيجة الانتخابات المقبلة.
لكن لا تزال هناك ثمانية أشهر على موعد الانتخابات، وليس من الواضح أيضًا أن منصة "تروث سوشيال" ستصبح منصة منتشرة في كل مكان حتى مع وجود ترامب بالبيت الأبيض.
ولا يزال لدى ترامب طرق أخرى لإيصال رسالته للناخبين "وليس هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن الأمريكيين من غير أنصاره، سيشتركون في التطبيق" وفق مجلة "تايم".
ومع المكاسب المالية من طرح "تروث سوشيال" للاكتتاب العام، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن ترامب أطلق موقعًا إلكترونيًا لبيع الأناجيل مقابل 59.99 دولار.
ويشجع مرشح الحزب الجمهوري المفترض أنصاره على شراء الكتاب المقدس تحت شعار "فليبارك الله أمريكا"، الذي يستمده من أغنية وطنية تحمل نفس العنوان لمغني الكونتري لي جرينوود، وفقًا لـ"أكسيوس".
وقال ترامب في مقطع فيديو نُشر على حسابه على منصة "تروث سوشيال"، أمس الثلاثاء، وهو يشجع أنصاره على الشراء: "يجب أن نجعل أمريكا تصلي مرة أخرى".
ويذكر الموقع الإلكتروني المخصص لبيع الأناجيل، أن الأموال التي تم جمعها من الكتاب المقدس، لن تذهب إلى حملة ترامب الرئاسية.
واعتبر موقع "أكسيوس"، أن عمليات البيع المماثلة ليست بالأمر الجديد بالنسبة للرئيس السابق، الذي بيعت مجموعة الأحذية الرياضية محدودة الإصدار، التي أطلقها في فبراير الماضي بشكل كامل، مقابل 399 دولارًا لكل زوج أحذية، وأصدر ترامب أيضًا حذاءين رياضيين وزجاجة عطر وكولونيا، بقيمة 99 دولارًا.