الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين المرونة والشد.. انقسام داخل "الليكود" بشأن المفاوضات الجارية مع "حماس"

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزارء الإيسرائيلي بنيامين نتنياهو - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن وجود خلافات وانقسامات حادة داخل صفوف الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، حول مدى المرونة المطلوبة في المفاوضات الجارية مع حركة "حماس" للتوصل إلى هدنة ثانية وصفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين، إذ في الوقت الذي يدعو فيه معظم وزراء حزب الليكود، بقيادة نتنياهو، باستثناء وزير الحرب، يوآف جالانت، إلى إبداء مرونة أكبر في المفاوضات، يرفض نتنياهو ذلك بشكل قاطع؛ خشية إظهار "علامات الضعف" أمام الجانب الفلسطيني، حسبما أشارت القناة "12" الإسرائيلية.

بحسب القناة، فإن نتنياهو عارض إبداء مرونة، وفوجئ بأن معظم وزراء "الليكود" يؤيدون توسيع صلاحيات فريق التفاوض.

وتعكس هذه الخلافات حالة من عدم الاستقرار والتردد داخل الحكومة الإسرائيلية حيال الطريقة المثلى للتعامل مع الأزمة الراهنة في قطاع غزة، والتي تشهد حربًا مدمرة منذ أكتوبر الماضي خلفت آلاف القتلى والجرحى وتدميرًا هائلًا للبنى التحتية.

ولم تقتصر هذه الخلافات على مستوى النقاشات الداخلية، بل تصاعدت إلى حد المواجهات المباشرة خلال اجتماع حكومة الحرب الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، ففي تفاصيل كشفتها هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، وقعت ملاسنات شديدة بين نتنياهو من جهة، والوزيرين بيني جانتس وجادي أيزنكوت، من جهة أخرى، حول كيفية إدارة المفاوضات مع حماس.

وذكرت الهيئة أن رئيس جهاز الاستخبارات "الموساد" دافيد بارنياع، طلب خلال الاجتماع "توسيع صلاحيات الفريق الإسرائيلي الذي يدير مفاوضات التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين" لدى حركة حماس، وقالت الهيئة إنَّ طلب بارنياع أعقبه تطور المواجهة بين الوزيرين ونتنياهو.

وأضافت: "قال أيزنكوت وجانتس: لقد استمر هذا (المفاوضات) لفترة طويلة جدًا، ونحن بحاجة إلى إنهائه بالفعل. كان من الممكن أن نكون بالفعل في منتصف الصفقة لو أننا كنا مبادرين. ما من تقدم يُذكر في المحادثات، لأننا لم نأخذ زمام المبادرة".

فيما ردَّ نتنياهو قائلًا: "نحن مضطرون إلى خوض مفاوضات شاقة، هذا أمر معقد. حماس ليست مهتمة بالتوصل إلى اتفاق، ويجب ألا نُظهر للعدو علامات الضعف"، وفق الهيئة.

ووصل حد المواجهة بين الجانبين إلى أن حمل الوزير أيزنكوت وثيقة "اليوم التالي" واستراتيجية نتنياهو الحربية، وانتقده قائلًا "كيف نمضي قدمًا بهذا الشيء؟ لا يوجد أي جزء من الخريطة يتقدم إلى الأمام".

تأتي هذه الخلافات والمواجهات الحادة في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة مصرية قطرية، للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب الدائرة في غزة، إذ تسعى هذه المفاوضات إلى التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين، حيث تحتجز إسرائيل ما لا يقل عن 9100 أسير فلسطيني في سجونها، في حين تحتجز حركة حماس نحو 134 إسرائيليًا في قطاع غزة، إلى جانب إنهاء القتال وتثبيت هدنة طويلة الأمد بين الجانبين.

في الوقت نفسه، تتزايد الضغوط الدولية على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى تسوية سريعة تنهي المعاناة الإنسانية الكبيرة في قطاع غزة، إذ أسفرت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ نحو ستة أشهر عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وفقًا للمصادر الفلسطينية.

ومع استمرار الحصار الخانق والقصف المُكثف على القطاع، تحث المنظمات الدولية إسرائيل على التحرك بجدية للتوصل إلى اتفاق إنساني يخفف من معاناة السكان المدنيين.