يبدو أن رهان وزير خارجية لاتفيا كريسجانيس كارينز على توليه منصب الأمين العام القادم لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، يبتعد عن التحقيق، بعد قرار المدعي العام في لاتفيا بفتح تحقيق جنائي في نفقات السفر الجوي الخاصة به خلال فترة ولايته السابقة رئيسًا للوزراء.
ودائمًا ما كان يراهن وزير خارجية لاتفيا على حقه في الحصول على أعلى منصب بحلف الناتو، قائلًا إن "الحلف يحتاج إلى صانع توافق في الآراء، ملتزم بزيادة الإنفاق الدفاعي ولديه رؤية واضحة لكيفية التعامل مع روسيا"، وذلك في تصريحاته للصحفيين داخل مقر الناتو في بروكسل، يوم 28 نوفمبر الماضي، وفق "إذاعة أوروبا الحرة".
وقالت الإذاعة العامة في لاتفيا، إن "كارينز" يستعد لتقديم استقالته، وإنه قال "إنه سيترك منصبه بدءًا من العاشر من أبريل"، وهو التصريح الذي جاء بعد قرار المدعي العام في لاتفيا بفتح تحقيق جنائي في نفقات السفر الجوي لكارينز، بما في ذلك استخدام الطائرات الخاصة، خلال فترة ولايته السابقة رئيسًا للوزراء، وفق "رويترز".
ابتعاد عن الرهان
وذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن إعلان "كارينز" استقالته، أمس الخميس، وسط فضيحة اصطحاب طائرات خاصة لحضور اجتماعات رسمية، يقضي عليه فعليًا كمنافس لوزير التجارة بالاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس، الذي يسعى للعودة إلى المفوضية بعد أن يختار الناخبون برلمانًا أوروبيًا جديدًا في يونيو.
ويشعر "كارينز"، الذي كان رئيسًا للوزراء حتى نوفمبر الماضي، بالحرج بسبب استخدامه لأموال الدولة والاتحاد الأوروبي لدفع تكاليف الرحلات الجوية المستأجرة أثناء وبعد جائحة "كوفيد - 19".
600 ألف يورو
ويواجه وزير خارجية لاتفيا اتهامات بأنه أنفق 600 ألف يورو على رحلات طيران مستأجرة من ميزانية الدولة، علاوة على ذلك، حوّل الاتحاد الأوروبي مبلغًا آخر قدره 557 ألف يورو لتغطية تكاليف رحلاته، حسبما ذكرت وسائل الإعلام اللاتفية في نوفمبر الماضي، وفق "بوليتيكو".
وأعلن "كارينز" قرار الاستقالة بعد لقاء مع خليفته إيفيكا سيلينا، وأنه من المقرر أن يتنحى في العاشر من أبريل عندما يعين البرلمان خليفته، وهو ما يخالف تصريحاته عندما ظهر للحديث عن القضية لأول مرة في نوفمبر الماضي، إذ قال "إنه لن يستقيل" ورفع تطلعاته إلى أن يصبح الأمين العام المقبل لحلف شمال الأطلسي، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة الوطنية "LSM".
حلم قيادة الناتو
وفي ديسمبر من العام الماضي، بعد الإجابة على المزيد من الأسئلة حول استخدامه للطائرات الخاصة أثناء خدمته كرئيس للوزراء، تطرق "كارينز" إلى مدى واقعية فرصه في أن يصبح أمينًا عامًا لحلف شمال الأطلسي، وقال: "إن دور الأمين العام لحلف الناتو لا يتمثل في إملاء اتجاه الناتو شخصيًا، إن دور الأمين العام لحلف شمال الأطلسي هو الجمع بين 31 -32 قريبًا- دولة مختلفة ذات هدف موحد"، وفق "راديو لاتفيا".
وقال "كارينز": "يجب على الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن يجمع بطريقة أو بأخرى وجهات نظر مختلفة تمامًا، ليشكل إجماعًا مشتركًا، وهذا ما فعلته في السياسة الداخلية والسياسة الخارجية طوال حياتي المهنية".
وأضاف "أنه إذا حدثت مواجهة بين الناتو وروسيا، فمن المرجح أن تكون على أراضي دول البلطيق، وهو ما لن يؤدي إلا إلى منحه تصميمًا إضافيًا على أن الناتو يجب أن يكون قوياً وموحداً قدر الإمكان حتى لا تحدث مثل هذه الحرب".
ويتعين أن يتم اختيار الأمين العام الجديد بقرار بالإجماع من جميع الدول الأعضاء في الناتو البالغ عددها 31 دولة، وطبقًا للتقاليد، يشغل هذا المنصب شخص أوروبي وليس أمريكي.
وأعرب العديد من الزعماء الأوروبيين عن اهتمامهم بتولي منصب رئيس الحلف العسكري بعد أن أعلن الأمين العام الحالي ينس ستولتنبرج، أنه سيتنحى في نهاية فترة ولايته، التي تم تمديدها حتى أكتوبر.