قالت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة تيريزا ماي، أمس الجمعة، إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب "الذي لا يمكن التنبؤ به" جعل حتى أقرب حليف للولايات المتحدة، بريطانيا، غير قادرة على التخمين بشأن ما يعتزم القيام به فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وفي حديثها إلى مجموعة من أنصار حزب المحافظين في ميلتون كينز، أمس الجمعة، أشارت "ماي" إلى اجتماعها الأول مع ترامب في عام 2017، الذي كان فيه حلف شمال الأطلسي على رأس جدول أعمالها بالفعل، وسار بطريقة مشابهة للطريقة التي يلوح بها ترامب مرة أخرى بالتهديد بالانسحاب من التحالف الدفاعي في حملته الانتخابية الجارية.
وقالت ماي: "كنت أول زعيم عالمي يذهب لرؤيته بعد تنصيبه.. ذهبت بهدف صريح هو حمله على الالتزام بحلف شمال الأطلسي، بسبب أشياء قالها في حملته الرئاسية".
وتابعت: "لكن بعد إجراء محادثة معه على انفراد، عندما ذهبنا إلى المؤتمر الصحفي، لم أكن متأكدة مما سيقوله، ولحُسن الحظ، لقد التزم بحلف شمال الأطلسي".
وفي ظاهر الأمر، لا يختلف عام 2024 عن عام 2016 بالنسبة للمخاوف بين الحلفاء.
مخاوف الحلفاء
على مدى الأسابيع القليلة الماضية، أرسل المرشح الجمهوري الساعي لإعادة انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، وعدد من كبار مساعديه، رسائل مختلطة، تناوبت بين خفض مستوى الحماية لأعضاء حلف شمال الأطلسي الذين يتقاضون رواتب منخفضة، وإظهار التزام بنسبة 100% بالبقاء في الحلف العسكري.
وطالما اتهم ترامب الدول الأوروبية بعدم تحقيق الهدف المتمثل في إنفاق 2% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.
ومن المتوقع أن يفشل ما يصل إلى ثلث دول الناتو، البالغ عددها 32 دولة، في الوفاء بتعهدها برفع الإنفاق الدفاعي إلى هذا المستوى بحلول نهاية هذا العام، وفقًا للحلف.
لذا، قالت "ماي" للمحافظين: "لدينا نفس القضية الآن عندما يفوز -تقصد ترامب- في الانتخابات الرئاسية".
وقالت: "لقد كان يقول بعض الأشياء المتناقضة حول الناتو. لكن عدم القدرة على تنبؤ ما سوف يفعله هو ما أعتقد أنه صعب".
وأضافت: "الكلمة التي سأستخدمها دائمًا عن دونالد ترامب هي أنه لا يمكن التنبؤ به".
وتابعت: "الأمر أصعب بالنسبة للحلفاء في تلك المرحلة".
ترامب والناتو
قبل أيام، قال ترامب إن تهديداته الأخيرة لحلف شمال الأطلسي كانت في المقام الأول "شكلًا من أشكال التفاوض مع دول التكتل"، وهي التصريحات التي قوبلت بانتقادات شديدة، وجّهها العديد من القادة الأوروبيين، ومنافسه الديمقراطي الرئيس جو بايدن.
وأضاف الرئيس الأمريكي السابق، في مقابلة لمحطة "جي بي نيوز" الإخبارية البريطانية، بُثّت الثلاثاء الماضي: "على الولايات المتحدة أن تسدّد حصّتها، وليس حصة الجميع".
وقال ترامب: "إنه شكل من أشكال التفاوض"، متعهدًا بالبقاء في الناتو إذا تعاملت دول الاتحاد الأوروبي مع أمريكا بشكل عادل.
وتابع: "لن ندافع عنك إذا كنت لا تدفع فواتيرك. الأمر بسيط للغاية".
وأضاف:"لقد باشروا الدفع بسبب تلك التعليقات التي سمعتموها قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع"، دون إعطاء أي أمثلة خلال حديثه للشبكة البريطانية.