في خطوة غير مسبوقة، أقدمت القناة التلفزيونية الرسمية في كوريا الشمالية على تعتيم "بناطيل الجينز" للمقدم البريطاني الشهير "آلان تيتشمارش" خلال بث برنامجه الخاص "البستنة"، وذلك في إطار سياسة الدولة السرية التي تحظر رموز الثقافة الغربية.
ماذا حدث؟
البرنامج الذي يحمل اسم "أسرار حديقة آلان تيتشمارش" والذي تم إنتاجه عام 2010، عُرض للمشاهدين، لكن مع تأكيد عدم إمكانية رؤية "الجينز" الذي يرتديه المقدم. ويُعد "الجينز" في نظر النظام الكوري الشمالي رمزًا للاستعمار الغربي، وبالتالي يُمنع ارتداؤه.
وفي تعليق له على هذا الإجراء، أعرب السيد "تيتشمارش" عن دهشته، مشيرًا إلى أن هذا الأمر منحه "شهرة شعبية" لم يكن يتوقعها، ومقارنًا نفسه بأساطير الغناء مثل "إلفيس بريسلي" و"توم جونز". وأضاف مازحًا، أن بناطيله لم تكن ضيقة للغاية، لكن يبدو أنها لم تكن مقبولة في الدولة الشيوعية.
رمز للثقافة الغربية
وتعود جذور هذا الحظر إلى التسعينيات، حيث أعلن الزعيم الراحل كيم جونج إيل الجينز كرمز للاستعمار الأمريكي، وأكد أنه لا مكان له في دولة تسعى للنهوض بالاشتراكية. وقد تم تجديد هذا الحظر في السنوات الأخيرة، حيث حثت الصحيفة الحكومية المواطنين على رفض "الثقافة البرجوازية" وتبني نمط حياة اشتراكي يُعتبر أرقى.
ويُعتقد أن الزعيم الحالي كيم جونج أون، المعروف بتفضيله للبناطيل الواسعة، يشعر بالضيق من الجينز الضيق والقمصان التي تحمل شعارات غربية، وهي موضة رائجة في كوريا الجنوبية.
كيف وصل البرنامج البريطاني إلى بيونج يانج؟
وتبقى الطريقة التي وصل بها البرنامج البريطاني إلى كوريا الشمالية لغزًا، خاصة وأن النظام يحرص كل الحرص على منع تسرب الثقافة الأجنبية إلى داخل حدوده. وعلى الرغم من حظر الأطباق الفضائية والوصول إلى الإنترنت العالمي، إلا أن الإعلام الأجنبي يجد طريقه إلى البلاد، عادةً عبر بطاقات الذاكرة التي يتم تهريبها عبر الحدود.
ومع ذلك، غالبًا ما يقوم التلفزيون الكوري الشمالي بقرصنة المحتوى من المذيعين الأجانب، ما يؤدي إلى طمس الشعارات التي تظهر على الشاشة لإخفاء المصدر الأصلي.
هذا هو الحال غالبًا عند بث مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا وكرة القدم الدولية، حسبما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.
وفي عام 2014، خلال إحدى فترات تواصل كوريا الشمالية مع الغرب، كانت هناك مناقشات تشير إلى إمكانية إهداء برامج تلفزيونية بريطانية إلى الدولة الواقعة في شرق آسيا كوسيلة لإظهار ما يسمى "القوة الناعمة".
سبق وكشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في عام 2014، أن شبكة "بي بي سي" البريطانية، ووزارة الخارجية البريطانية، كانوا يأملون في "فتح أعين الشعب الكوري الشمالي على العالم خارج الجمهورية المغلقة دون الإساءة إلى النظام".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول قوله: "البرامج المرسلة إلى كوريا الشمالية يجب أن تكون غير مسيئة، مثل مستر بين، أو إيست إندرس، أو الآنسة ماربل، أو بوارو.