تتصاعد المخاوف الأمنية في فرنسا، مع اقتراب موعد انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024 في باريس، خاصة بعد الهجوم الإرهابي الدامي الذي استهدف حفلًا موسيقيًا في موسكو يوم الجمعة الماضي، وأسفر عن سقوط أكثر من 139 قتيلًا، في ذكرى مريرة لهجمات باريس الإرهابية عام 2015. هذه الأحداث المأساوية أعادت طرح تساؤلات جدية حول مدى جاهزية فرنسا لمواجهة هجمات إرهابية مُحتملة، خلال فترة إقامة الألعاب الأولمبية.
مستوى التهديد "مرتفع للغاية"
خلال حديثه في نشرة الأخبار الرئيسية لقناة "فرانس 2"، حذّر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان من أن مستوى التهديد الإرهابي في الغرب لا يزال "مرتفعًا للغاية".
وفصّل الوزير التهديد إلى نوعين: التهديد الداخلي، الذي وصفه بأنه "التهديد الرئيسي، وهو من بين أوساطنا، من أشخاص يشاهدون محتوى جهادي ثم ينتقلون إلى مرحلة التنفيذ الفعلي".
أما النوع الثاني، فهو التهديد الخارجي، "القادم من الخارج، مثل هجمات باتاكلان وهذا الهجوم الأخير في روسيا"، والذي يشهد وفق دارمانان "نهضة كاملة"، بعد أن أظهر "فعاليته" في موسكو.
قلق مُتزايد من قدرات داعش
وأبدى دارمانان قلقه الشديد من أن "تنظيم داعش أصبح قادرًا الآن على تنفيذ هجمات إرهابية عن بُعد". وقال إن "ما نفهمه من الهجوم في روسيا هو أن أشخاصًا في الخارج، في دول أخرى، تمكنوا من إصدار أوامر لأشخاص داخل دولة أخرى للمضي قدمًا في تنفيذ العملية الإرهابية".
وأضاف "هذا الأمر الصادر من الخارج عن طريق الداخل، من مجتمعات معينة، يجب أن ننتبه له بشكل خاص".
جهود حثيثة لإحباط المخططات الإرهابية
في ظل هذه المخاوف المتزايدة تجري فرنسا عمليات أمنية مكثفة، فقد كشف دارمانان أن "الخدمات ذات الصلة تحبط العديد من الهجمات الإرهابية، بمعدل واحدة كل شهرين تقريبًا".
كما أكد رئيس الوزراء الفرنسي جابرييل أتال، خلال زيارة له لمحطة قطارات سان لازار في باريس، أن السلطات الفرنسية نجحت في إحباط مخططين لشن هجمات إرهابية منذ بداية العام الجاري، ليصل إجمالي ما تم إحباطه إلى 45 مخططًا منذ تولي الرئيس إيمانويل ماكرون منصبه.
رفع التحذيرات من الإرهاب
أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، جابرييل أتال، الأحد، أن الحكومة الفرنسية رفعت تحذيرها من الإرهاب إلى أعلى مستوياته، بعد الهجوم على قاعة حفلات موسيقية وإطلاق النار في العاصمة الروسية موسكو.
وجاء رفع مستوى التهديدات الأمنية بعد اجتماع كبار مسؤولي الأمن والدفاع مع الرئيس إيمانويل ماكرون، ورئيس وزرائه، وفق "رويترز".
وقال "أتال" في منشور على موقع "إكس" إن القرار، الذي يأتي قبل أشهر من استضافة باريس للألعاب الأولمبية، اتخذ "في ضوء إعلان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش - خراسان" مسؤوليته عن هجوم موسكو والتهديدات التي تلقي بظلالها على بلادنا".
ويتكون نظام التحذير من الإرهاب في فرنسا من ثلاثة مستويات، ويتم تفعيل المستوى الأعلى في أعقاب وقوع هجوم في فرنسا، أو في الخارج، أو عندما يعتبر التهديد وشيكًا.
ويسمح خلال مستوى التحذير الأقصى باتخاذ تدابير أمنية استثنائية، مثل تكثيف الدوريات للقوات المسلحة في الأماكن العامة، مثل محطات القطارات والمطارات والمواقع الدينية.