الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أساليب عدوانية.. الشرطة الفرنسية تعرض المهاجرين للخطر

  • مشاركة :
post-title
لقطات من فيديو لمناورة الشرطة الفرنسية حول الزورق – الصحف الأوروبية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

ذكرت عدة صحف أوروبية، الأحد، أن الشرطة الفرنسية خاطرت بحياة المهاجرين الذين يحاولون عبور القنال الإنجليزي إلى المملكة المتحدة في قوارب صغيرة، حيث قاموا باستخدام أساليب خطيرة للردع، بما في ذلك ثقب القوارب وتهديد المهاجرين برذاذ الفلفل.

وخلص تحقيق مشترك أجرته صحف "الأوبزرفر" و"لايتهاوس ريبورتس" و"لوموند" و"دير شبيجل"، إلى أن الشرطة البحرية الفرنسية، التي تتلقى بعض التمويل من حكومة المملكة المتحدة، حاولت إجبار القوارب الصغيرة على العودة لمنعها من الوصول إلى بريطانيا.

وكان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، قد تعهد بـ "منع القوارب من عبور القنال"، وقال إنه سيدفع ملايين الجنيهات الإسترلينية لفرنسا للحصول على المساعدة.

مناورات قاتلة

في السابق، قالت السُلطات الفرنسية إنها لن تعترض قوارب المهاجرين المتجهة إلى المملكة المتحدة، على الرغم من طلبات الحكومة البريطانية، لأنها تتعارض مع القانون البحري الدولي.

لكن، تكشف اللقطات، والوثائق المسربة، وشهادات الشهود التي حصلت عليها الصحف الأوروبية، أن الأساليب التي استخدمتها شرطة فرنسا شملت "ثقب القوارب حتى يضطر المهاجرون إلى السباحة عائدين إلى الشاطئ، والاصطدام بقارب صغير مع تهديد الركاب برذاذ الفلفل، والدوران حول القارب، مما أدى إلى حدوث أمواج تسببت في إغراق زوارق".

وكانت السُلطات في شمال فرنسا قد أكدت أن زورقًا للشرطة قام بالدوران حول زورق مطاطي "في محاولة لثني الركاب عن الاقتراب من البحر المفتوح".

وأضافت: "إنها المرة الوحيدة التي تمكنا فيها من اعتراض قارب صغير باستخدام هذه المناورة ولقد كان رادعًا. وتم انتشال جميع المهاجرين وإلقاء القبض على المهربين".

ونقلت صحيفة "الأوبزرفر" عن أحد خبراء البحث والإنقاذ، قوله إن المناورة التي استخدمتها الشرطة الفرنسية -حيث شوهدت سفينة تتجه بسرعة نحو الزورق قبل أن تنعطف بشكل حاد لتسبب موجات- يمكن أن تتسبب في حدوث إصابات جماعية.

وقال الخبير للصحيفة إن "المياه عميقة بما يكفي للغرق فيها. لقد رأيت هذا في وسط البحر المتوسط عدة مرات، لكن هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شيئًا كهذا يحدث في القنال".

الشرطة الفرنسية تطلق الرذاذ الحارق على ركاب الزورق – الصحف الأوروبية
منع الهجرة

تشكل الهجرة غير النظامية أحد التحديات التي تواجه الأمن الأوروبي، وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد شدد على أن لندن وباريس تريدان التحرك بشكل مشترك لمواجهة الهجرة غير النظامية.

وبينما يحاول رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إلقاء المهاجرين خارج بريطانيا بكل قوته، وردعهم عن عبور القنال الإنجليزي في قوارب صغيرة، كانت المحكمة العليا البريطانية قد أعلنت أن مشروع ترحيل المهاجرين الذين يدخلون بريطانيا دون وثائق إلى شرق إفريقيا، والمعروف باسم "قانون رواندا"، غير قانوني.

وأثمر التنسيق المشترك بين فرنسا وبريطانيا في عام 2022، في منع أكثر من 1300 عملية عبور في قوارب متداعية، وتفكيك 55 شبكة للجريمة المنظمة.

في المقابل، تمكن نحو 46 ألف شخص من عبور بحر المانش عام 2022.

ونظرًا لمحورية الهجرة غير النظامية في العلاقات الفرنسية البريطانية وقع البلدان في 14 نوفمبر 2022 اتفاقًا للعمل؛ من أجل وقف عبور المهاجرين بحر المانش إلى إنجلترا على متن قوارب صغيرة.

وبموجب الاتفاق الموقع من وزيرا داخلية البلدين، دفعت بريطانيا لفرنسا 72.2 مليون يورو في عامي 2022-2023، لتزيد السلطات الفرنسية من عناصر قوتها الأمنية التي تقوم بتسيير الدوريات لمراقبة شواطئ فرنسا الشمالية.

وخلال عام 2023، جاء حوالي 45 ألف شخص إلى الأراضي البريطانية، دخل منهم أكثر من 11 ألف شخص إلى المملكة المتحدة بشكل غير قانوني، وهو عدد أكبر من أي وقت مضى.

لذا، أعلنت لندن زيادة التمويل البريطاني لدعم الجهود الفرنسية لمواجهة الهجرة غير النظامية، لتبلغ مساهمة المملكة المتحدة 141 مليون يورو في 2023-2024، 191 مليون يورو في 2024-2025، و209 ملايين يورو في 2025 -2026.