لا تزال سويلا برافرمان، وزيرة الداخلية البريطانية السابقة، تحصد العديد من ردود الفعل الساخطة، إثر مواقفها العدائية المستمرة حتى بعد إقالتها من منصبها بعد وصفها المتظاهرين ضد الحرب على غزة بـ"الغوغائيين"، التي جاءت أحدثها في التشكيك من دور الكنيسة وتساهلها مع طلبات اللجوء "الزائفة" إلى البلاد.
اتهامات للكنيسة
انتقدت سويلا برافرمان وبريتي باتيل، وزيرتا الداخلية البريطانية السابقتان، الكنائس البريطانية بسبب دعمها المزعوم لطلبات اللجوء "الزائفة"، وقالت برافرمان في مقال بصحيفة "التليجراف" البريطانية، إنها خلال فترة عملها كوزيرة للداخلية أصبحت على علم بالكنائس في جميع أنحاء البلاد التي تسهل طلبات اللجوء الزائفة على نطاق واسع".
وبشكل منفصل، اتهمت بريتي، زعماء الكنيسة بـ"النشاط السياسي" في تعاملهم مع طالبي اللجوء، مدعية أن المؤسسات الدينية تدعم الحالات دون أساس.
ومن جانبه، قال متحدث باسم كنيسة إنجلترا: "إن دور وزارة الداخلية، هو فحص طالبي اللجوء والحكم على حيثيات قضاياهم الفردية وليست الكنيسة".
وقالت "بريتي": ليس من قبيل الصدفة أن الزعماء الدينيين يتحدثون باستمرار ضد أي إصلاحات وعمل نقوم به كمحافظين في هذا المجال، إننا نشهد ذلك بنشاط مع مشروع قانون رواندا، ويأتي النشاط السياسي من هذه الجهات، ومن المهم أن يتساءل الجمهور عن دوافعهم".
إعادة النظر في طلبات اللجوء
ومن المرجح أن ينظر الوزراء في دور رجال الدين في تقديم التحويلات لطالبي اللجوء ودعم طلباتهم في أعقاب الهجوم "بمادة كيميائية سامة" في جنوب لندن، الذي أدى إلى إصابة أم وطفلين و10 آخرين.
وتم رفض طلب عبدالشكور يزيدي، المشتبه في قيامه بتنفيذ الهجوم الكيميائي، مرتين قبل السماح له بالبقاء بعد أن ذكر أنه تحول عن الإسلام وأن حياته ستكون في خطر إذا عاد إلى أفغانستان.
وقال مصدر حكومي وفقًا لصحيفة "تليجراف": من الواضح أن هناك أسئلة عامة حول ما إذا كان من الممكن حقًا إثبات صلابة التحول الديني بشكل موثوق، إذ يحمل هذا الرأي آثارًا مهمة.
وفي عام 2016، قال عميد الكاتدرائية في ذلك الوقت، إنه حوّل 200 طالب لجوء في أربع سنوات، مضيفًا: "لا أستطيع التفكير في مثال واحد لشخص يحمل الجنسية البريطانية وتحول من أجلها من الإسلام إلى المسيحية".
مواقف عدائية متكررة
قالت برافرمان: "أحضر القداس مرة واحدة في الأسبوع لبضعة أشهر، وصادق القس، وأحصل على موعد معموديتك وسيتم توقيعك من قبل أحد رجال الدين بأنك الآن مسيحي يخاف الله وستواجه اضطهادًا معينًا إذا تم ترحيلك إلى بلدك الأصلي.. يجب أن يتوقف كل هذا".
وأقيلت برافرمان، نوفمبر العام الماضي، إثر دعوات مكثفة بعد انتقادها الشرطة إزاء التظاهرات المؤيدة لفلسطين، إذ وصفت المشاركين في الاحتجاجات المنددة بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بأنهم "جماعة من الغوغاء" وأنها مسيرات للكراهية، على حد تعبيرها.
وبينما تعرض ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، لدعوات متزايدة لإقالتها صرّح المتحدث باسمه، ماكس بلين، أن ما قالته برافرمان لم تتم الموافقة عليه من قبل مكتب رئيس الوزراء قبل نشره.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتم إقالتها من منصب وزيرة الداخلية، إذ عينتها رئيسة الحكومة السابقة ليز تراس في منصبها، سبتمبر 2022، لكنها دفعت إلى الاستقالة من منصبها لاحقًا بعد خرقها القواعد الوزارية في التعامل مع المستندات الرسمية.
ورطة سوناك
حض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الخميس الماضي، مجلس اللوردات على إقرار مشروع القانون المثير للجدل الذي طرحه حول الهجرة، والذي ينص على ترحيل المهاجرين الوافدين بصورة غير قانونية إلى البلاد إلى رواندا، معتبرًا ذلك "أولوية وطنية ملحة"، لا سيما وأن البلاد تواجه أزمة دستورية قد تطيح بـ"سوناك" من منصبه.
وينطوي إقرار القانون على رهان كبير لسوناك، الذي تولى منصبه في أكتوبر 2022، كما للحزب المحافظ الذي جعل منه ركيزة سياسته لمكافحة الهجرة غير القانونية، ويأمل أن يدخل حيز التنفيذ قبل الانتخابات التشريعية المقررة هذه السنة، وسط عقبات قانونية تعرقل تمريره بسبب حالة حقوق الإنسان في رواندا، بحسب وسائل إعلام بريطانية.
وأعلن سوناك خلال مؤتمر صحفي أنها "أولوية وطنية ملحة"، داعيًا اللوردات إلى إقرار النص "بأسرع ما يمكن حتى نتمكن من الشروع في إرسال طائرات" إلى رواندا.
ويهدف مشروع القانون الذي أقر بـ320 صوتًا مقابل 376 صوتًا معارضًا في مجلس النواب، بنسخته المعدلة إلى الاستجابة لاعتراضات المحكمة العليا البريطانية التي عدت المشروع بصيغته السابقة غير قانوني، وأبدت مخاوف على سلامة المهاجرين في حال ترحيلهم إلى رواندا.