لم تكد تستفيق روسيا من الهجوم الإرهابي المروع الذي استهدف حفلًا موسيقيًا بمركز "كروكوس" في ضواحي موسكو، حتى انشغلت بحادثتين أخريين تهددان الأمن والسلامة في الأماكن العامة.
قنبلة في حقيبة
وفي مطار شيريميتيفو الروسي في موسكو، ادعت اليوم الأحد، راكبة أن لديها قنبلة في حقيبة ظهرها، بعد أن صعدت على متن الطائرة بالفعل، بحسب وكالة تاس الروسية.
وصعدت المرأة على متن الطائرة المتجهة إلى مدينة يريفان قبل أن تبلغ المضيفات بوجود قنبلة في حقيبتها المحمولة، ما أدى إلى تأخر الرحلة، بعد أن وصلت قوات الشرطة وخدمات الطوارئ إلى مكان الحادث.
وكان من المقرر أن تغادر الطائرة البوينج 737-800 الساعة 14:30، ومع ذلك تم تأجيل المغادرة لمدة ساعة.
أما مطار شيريميتييفو الدولي، فهو واحد من أكبر المطارات الدولية في روسيا، يبعد عن العاصمة الروسية موسكو نحو 24 كم في الاتجاه الشمالي الغربي، ويعتبر المطار البوابة الجوية لموسكو، والمطار هو المقر الرئيسي ومركز عمليات شركة الخطوط الجوية الروسية، إذ يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1959 في أثناء حقبة الاتحاد السوفيتي.
اعتقال شخص مريب
وفي سانت بطرسبرج، تم إخلاء مجمع التسوق والترفيه "لندن مول" بشكل عاجل، اليوم الأحد، وبدأت المعلومات حول ذلك تتوالى من شهود عيان لاحظوا تراكم سيارات الشرطة والحرس الوطني وحالات الطوارئ بالقرب من مركز التسوق.
وجذبت وسائل النقل الخاصة الانتباه من خلال تجنب الاختناقات المرورية في المدينة بشوارع كولونتاي ونيرشينسكايا وفي شارع دالنيفوستوشني على طول خطوط الترام، وفق "روس بيزنس كونسلتينج".
وبحسب صحيفة "فونتانكا" الروسية، فإن سبب إخلاء مجمع التسوق هو اعتقال شخص غير روسي لفت انتباه الأمن، بعد أن لاحظوا سلوك غير معتاد عليه من خلال كاميرات المراقبة، حيث كان عصبيًا جدًا، وعندما تم اعتقاله، أخبر قوات الأمن أنه زرع قنبلة تزن 10 كيلوجرامات، ولم يعترف بتحديد المكان الذي زرعت فيه العبوة الناسفة بالضبط.
بعد المأساة التي وقعت في قاعة مدينة كروكوس، استجابت الخدمات التشغيلية وخبراء الانفجارات في أسرع وقت ممكن، ولم تجد قوات الأمن أي شيء خطير، وبعد الانتهاء من التفتيش، استأنف مركز التسوق عملياته.
مأساة كروكوس
يأتي هذا فيما نكست روسيا أعلامها، اليوم الأحد، حدادًا على أكثر من 150 قتيلًا سقطوا في مجمع "كروكوس سيتي هول"، الجمعة الماضي، بهجوم تبناه تنظيم داعش الإرهابي.
وفي مساء 22 مارس، اقتحم عدد من المسلحين مركز تسوق كروكوس سيتي بمدينة كراسنوجورسك في العاصمة موسكو، وأطلقوا النار على الجمهور في القاعة من مسافة قريبة، ما تسبب في مقتل أكثر من 152 مواطنًا.
وقالت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية، إن مديرها ألكسندر بورتنيكوف أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين، باعتقال 11 شخصًا، بينهم 4 إرهابيين شاركوا بشكل مباشر في الهجوم على مركز "كروكوس" التجاري.
يذكر أن لداعش دافعًا قويًا لمهاجمة موسكو التي تدخلت ضده في الحرب الأهلية السورية عام 2015، حسبما أكد محللون أمنيون.
كما ركز التنظيم الإرهابي بفرعه في "ولاية خراسان" اهتمامه على روسيا على مدى العامين الماضيين وتضمنت دعايته مرارًا وتكرارًا انتقادات لبوتين.