أعلن تنظيم "داعش" الإرهابى، أمس الجمعة، مسؤوليته عن الهجوم على قاعة حفلات موسيقية قرب العاصمة الروسية موسكو، بعد أن اقتحم مسلحون المكان بالبنادق والعبوات الحارقة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
ولقي ما لا يقل عن 93 شخصا حتفهم، وأصيب أكثر من 100 آخرين، عندما فتح مسلحون يرتدون ملابس مموهة النار من أسلحة آلية على أشخاص خلال حفل موسيقي في قاعة "كروكوس سيتي هول"، بالقرب من موسكو، أمس الجمعة، في واحدة من أسوأ الهجمات التي تشهدها روسيا منذ سنوات.
وأعلن داعش مسؤوليته عن الهجوم الدامى، في بيان قصير، على تطبيق تليجرام، أمس الجمعة.
ما هو "داعش – خراسان"؟
ويأتي اسم فرع التنظيم الإرهابي "داعش- خراسان"، من اصطلاحها للمنطقة التي تشمل أفغانستان وباكستان، وظهر هذا الفرع لأول مرة في سوريا والعراق.
ونقل تقرير سابق لشبكة "سي. إن. إن" عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية، أن فرع تنظيم "داعش-خراسان" يضم عددًا صغيرًا من المتطرفين السابقين من سوريا وغيرهم من المقاتلين الإرهابيين الأجانب، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة حددت ما بين عشرة إلى 15 من كبار عناصره في أفغانستان.
وتعود "نشأة داعش-خراسان" إلى انشقاق مجموعة من طالبان في أواخر 2014، ونشر في حينها 12 قياديًا من طالبان باكستان وأفغانستان مقطعًا مصورًا يبايعون فيه أبو بكر البغدادي، وأعقبها قرار البغدادي بتعيين حافظ سعيد خان واليًا عليهم.
وبدأت بعد ذلك تجمع مكونات تضم متطرفين ناقمين على طالبان، ومتطرفين آخرين كانوا في تنظيمات متشددة مختلفة؛ لتضم مجموعات جاءت من العراق وسوريا العديد من المناطق.
وشكّل تنظيم "داعش-خراسان" خلايا في كابول، نفذت عددًا من الهجمات الانتحارية المدمِّرة في العاصمة الأفغانية وخارجها منذ عام 2016. وعززت الجماعة وجودها في شرق أفغانستان في السنوات الأخيرة، لا سيما في ولايتي ننجرهار وكونار.
واستعاد تنظيم داعش-خراسان زخمه مع عودة طالبان إلى السلطة، بعد أن أصيب بضعف شديد، في عام 2019، بفضل العمليات التي نفذها الجيش الأفغاني بمساعدة الولايات المتحدة.
ويشكل تنظيم "داعش-خراسان" التهديد الرئيسي لسلطة طالبان في أفغانستان، وإن كانت الحركة تسعى إلى تقليص نفوذه، بحسب تقرير سابق لوكالة "فرانس برس".
وفي عام 2021، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ثلاثة من قادة داعش-خراسان، باعتبارهم إرهابيين عالميين.
وشملت العقوبات: سناء الله غفاري، المعروف أيضًا باسم "شهاب المهاجر"، وهو "أمير" داعش-خراسان، منذ عام 2020، وسلطان عزيز عزام، المعروف أيضًا باسم "سلطان عزيز"، والذي شغل منصب "المتحدث الرسمي" باسم داعش-خراسان، ومولوي رجب، وهو قيادي بارز في تنظيم داعش-خراسان ويعتبر المخطط لهجمات التنظيم وعملياته.
وخلص تقرير الأمم المتحدة إلى أنه منذ يونيو عام 2020، تحت قيادة الزعيم الجديد "المهاجر"، فإن الفرع "لا يزال نشطًا وخطيرًا" ويسعى إلى تضخيم صفوفه بمقاتلي طالبان الساخطين والمتشددين الآخرين.
تحذيرات أمريكية
وأكد مسؤولون أمريكيون ما أعلنه تنظيم داعش بمسؤوليته عن الهجوم، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، إن الولايات المتحدة جمعت معلومات استخباراتية، في مارس، تفيد بأن تنظيم داعش خراسان -أحد فروع التنظيم في أفغانستان- كان يخطط لشن هجوم على موسكو، فيما أشار مسؤول إلى أن "أعضاء من داعش ينشطون في روسيا".
ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن مصدرين مطلعين على المعلومات، إنه بدءًا من شهر نوفمبر الماضي، كان هناك تدفق مستمر من المعلومات الاستخبارية التي تفيد بأن تنظيم داعش-خراسان كان مصمِمًا على مهاجمة روسيا.
وفي وقت سابق هذا الشهر، حذرت السفارة الأمريكية في روسيا من أن "متطرفين" يعتزمون شن هجوم في موسكو قريبا، وقالت إنها "تراقب التقارير التي تفيد بأن المتطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمعات كبيرة في موسكو"، بما في ذلك الحفلات الموسيقية.
وحذرت السفارة المواطنين الأمريكيين من تجنب التجمعات الكبيرة.
وأمس الجمعة، وفي أعقاب التقارير عن الهجوم على قاعة كروكوس، نصحت السفارة المواطنين الأمريكيين بعدم السفر إلى روسيا.