تمثّل مشاركة الشباب والأطفال في الأعمال الفنية ثراءً وتنوعًا ملحوظًا يمنح أحداث العمل شكلًا مغايرًا، ويسهم في تحقيق معادلة فنية مميزة، تؤكد على أهمية الدفع بأجيال جديدة، وتسليط الضوء على موهبتهم الفنية ورعايتها.
ويشهد الموسم الحالي للمسلسلات الرمضانية،بمصر، تواجدًا ملحوظًا للأطفال والشباب الذين مثلوا أحد العناصر الأساسية والمؤثرة في العمل الفني، وهو ما يؤكد حرص الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، على تسليط الضوء وتقديم مواهب صغيرة وشابة في أعمال تتناول مشكلاتهم وقضاياهم، مثل مسلسل "بابا جه" الذي يشهد تواجد عدد من الأطفال، و"عتبات البهجة" و"إمبراطورية ميم".
ضحك وشغل
من بين الأعمال التي شهدت مشاركة مميزة للأطفال كان مسلسل "بابا جه" والذي تنتهي أحداثه اليوم، إذ شارك في العمل بجانب أبطاله الأطفال ريم عبد القادر، سليم مصطفى، ولافينيا نادر التي جسدت دور "جودي" ابنة هشام وولاء أو أكرم حسني ونسرين أمين، إذ قالت إنها كانت حريصة على تنفيذ كل تفاصيل الدور ومذاكرته جيدًا، خصوصًا أن معظم مشاهدها مع أكرم حسني الذي تعلمت منه الكثير، وكان يشرح لها بعض المشاهد ويذاكر معها، فهو شخص متعاون للغاية وكانت الكواليس بينهما مبهجة.
تضيف لافينيا لـ موقع "القاهرة الإخبارية" أن أكثر ما أسعدها هو التفاعل القوي من جانب الجمهور على السوشيال ميديا مع عرض كل حلقة، خصوصا الحلقة التي قالت فيها إنها تريد الاستغناء عن والدها لأنه ليس له قيمة، قبل أن تشعر بالغيرة عندما ذهب والدها إلى "زياد" زميلها في المدرسة، مؤكدة أنها تعلمت الكثير في هذا العمل.
سنة أولى رمضان
بينما كشف الطفل سليم مصطفى الذي يجسد شخصية "زياد" أن المسلسل تجربة جديدة بالنسبة له، فهو لأول مرة يخوض السباق الرمضاني، وكان سعيدًا بهذه المشاركة خصوصًا بالتعاون مع الفنان أكرم حسني الذي يحبه وتعلّم منه كثيرًا.
وأضاف أنه عندما تحدثت الجهة المنتجة لوالداته للمشاركة في العمل لم تعترض لأن الدور جيد بالنسبة له، وتعلّم كثيرًا، كما لمس ردود فعل جيدة على صفحته على "فيسبوك" وخصوصًا أن الجمهور أحب "زياد".
مشاركات متنوعة
فيما يشارك الطفل جان رامز في الموسم الرمضاني لأول مرة من خلال مسلسل "المعلم" ويجسد فيه شخصية ابن مصطفى شعبان وسهر الصايغ، في ثاني تجاربه التمثيلية بعد فيلم "البعبع" الذي حقق فيه ردود فعل جيدة.
أما الطفلة ليا سويدان تشارك في مسلسل "بيت الرفاعي" بطولة أمير كرارة إذ تجسد شخصية "حبيبة" ابنة أمير كرارة، والطفل يوسف صلاح الذي يجسد دور "يحيى" وهو من عائلة الرفاعي ولديه أخ وتحدث بينهما مفارقات.
ولأول مرة يشارك الطفل آدم في مسلسل "بدون سابق إنذار" والذي يجسد فيه شخصية ابن آسر ياسين وعائشة بن أحمد.
كما يشارك الطفل منذر مهران في مسلسل "حق عرب" بطولة أحمد العوضي، ويجسد فيه شخصية شقيق دينا فؤاد والذي قدّم فيه بعض المشاهد ببراعة شديدة، خصوصًا عندما دافع عن شقيقته بعد أن أساء البعض لسمعتها.
ويشارك الطفل آدم وهدان "مازن"، الطفلة منى زاهر "منة" وريمون توفيق "مصطفى" في بطولة مسلسل "إمبراطورية ميم" إذ يجسدون دور أبناء الفنان خالد النبوي.
وللعام الثالث على التوالي يظهر الطفل عبد الرحمن طه في الجزء الثامن من مسلسل "الكبير أوي" في دور "جوني" ابن الكبير الذي يجسد دوره الفنان أحمد مكي.
بينما يجسد الطفل آدم النحاس شخصية "مروان" ابن محمد شاهين في مسلسل "لحظة غضب" وهو دور محوري، خصوصًا عند مشاهدته جثة "شريف" الذي جسّد دوره الفنان محمد فراج، تعرض لصدمة نفسية أصابته بفقدان النطق وأصبح هو الشخص الوحيد الذي يعلم بقتل "شريف".
الاهتمام بمشكلات الأطفال
يؤكد الناقد المصري طارق الشناوي أن الموسم الرمضاني هذا العام ثري بالأطفال الذين يملكون مواهب فنية لافتة، ودورهم مؤثر في أحداث المسلسلات مثلما شاهدنا في مسلسل "بابا جه"، مشيرًا إلى أن نجوم هذا العمل تم اختيارهم بعناية فائقة ومناسبين في أدوارهم خصوصًا الطفلة لافينيا نادر التي جسدت شخصية ابنة أكرم حسني، وكذلك باقي الأطفال، وهذا ما تحرص عليه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية خلال المواسم الأخيرة في اختيار المواهب، حيث برز هذا العام الأطفال، والشباب مثل أحمد داش وعصام عمر اللذان تحملا بطولة مسلسل "مسار إجباري" وحققا نجاحًا فيه.
يشير الشناوي إلى أن أحد العناصر المميزة هذا الموسم هو اهتمام جزء كبير من المسلسلات بمشكلات الشباب والأطفال وتسليط الضوء عليها، مثل مسلسلي "عتبات البهجة" و"إمبراطورية ميم".
شريحة كبيرة من الجمهور
ويرى الناقد أندرو محسن أن الجودة والحرص في اختيار الأطفال والشباب المشاركين في المسلسلات أحد أهم الظواهر المميزة التي يتسم بها الموسم الرمضاني، إذ إن وجودهم جاء مؤثرًا، مثلما شاهدنا في مسلسلات "بابا جه" بطولة أكرم حسني، و"إمبراطورية ميم" بطولة خالد النبوي، و"مسار إجباري" بطولة أحمد داش وعصام عمر، لتنجح هذه الأعمال في جذب شريحة كبيرة من الأطفال والشباب.
ويضيف أن هذه الجودة في مستوى الاختيار والأداء المميز للأطفال والشباب جاء لصالح الجمهور الذي شاهد أداءً ممتعًا، كما يؤكد أن هذا الاختيار والحرص المستمر على تطويره كل عام سيخلق على المدى البعيد أجيال مميزة تحمل الراية.