في اليوم العالمي للسعادة، كشف تقرير حديث صادر عن منظمات تتعقب حالات الانتحار في الولايات المتحدة الأمريكية بين ضباط إنفاذ القانون، أن العشرات منهم أقدموا على الانتحار سنويًا خلال السنوات السبع الماضية، وذلك عبر مختلف المناطق الجغرافية والولايات والأجناس والفئات العمرية في أمريكا، وتبين أن غالبيتهم أقدموا على الانتحار بسبب الاكتئاب والاضطراب ما بعد الصدمة.
أقسام الشرطة
وبحسب البيانات التي نشرتها شبكة "إي بي إس" الأمريكية، فإن أكثر من 1200 من الضباط والموظفين بالأقسام الشرطية في الولايات المتحدة الأمريكية توفوا بسبب الانتحار على مدى سبع سنوات، أي نحو 184 من ضباط إنفاذ القانون يموتون بالانتحار كل عام، وذلك منذ عام 2016 إلى عام 2022.
ووجد التقرير أن أكثر من النصف –51٪– من وفيات الضباط، كانت من أقسام الشرطة المحلية، بينما كان 20% منهم من مكاتب مأمور القسم، و13% آخرين من ضباط الإصلاحيات، ووفقًا للتقرير، فإن غالبية حالات الانتحار تحدث في الإدارات التي يعمل بها 100 ضابط أو أكثر بدوام كامل.
وتمثل تلك الأماكن الكبيرة 10.8% فقط من جميع وكالات إنفاذ القانون والمرافق الإصلاحية في جميع أنحاء البلاد، لكنها تمثل 61% من حالات الانتحار بين موظفي أمن الشوارع، بينما أبلغت أصغر الأماكن - التي تمثل نحو 4٪ من حالات الانتحار المشمولة في الدراسة- عن تسعة حالات وفاة أو أقل بين الضباط بسبب الانتحار.
الرجال البيض
كان غالبية الضباط يخدمون بشكل نشط وقت انتحارهم، بحسب الشبكة الأمريكية، لكن 17٪ منهم كانوا متقاعدين من إنفاذ القانون، ووفقًا للتقرير تم فصل 5% فقط من وظائفهم أخيرًا قبل حادثة الانتحار، وتمثل الولايات الجنوبية 33% من حالات الانتحار التي تمت دراستها، تليها الولايات الشمالية الشرقية بنسبة 25%، والغرب بنسبة 21%، والغرب الأوسط بنسبة 20%.
وبحسب التقرير، فإن غالبية الضباط الذين ماتوا منتحرين كانوا من الرجال البيض في الأربعينيات من العمر، إذ شكّل الذكور نحو 87% من موظفي السلامة العامة في جميع أنحاء البلاد، ويتوافق معدل الانتحار المُبلّغ عنه بشكل وثيق مع هذه النسبة، حيث يمثل الذكور 92% من الوفيات، ومعظم الضباط الذين ماتوا منتحرين كانوا في علاقة عاطفية بنسبة 65%.
الاضطراب والاكتئاب
ووجد التقرير أن تحديات الحياة والصحة العقلية أدت إلى وفاة العديد من الضباط، وكان الاكتئاب الأكثر انتشارًا بنسبة 34٪ واضطراب ما بعد الصدمة بنسبة 27%، بينما بلغ ما يقرب من 23% عن مستوى معين من سلوكيات طلب المساعدة قبل وفاة الضابط بالانتحار، وتبين أن ما يقرب من 70% من المنتحرين كانوا على رتبة ضابط، تليها 21% على مستوى الإدارة الوسطى و7% على مستوى المحقق، وفي جميع الحالات تقريبًا، كان الضابط خارج الخدمة، واستخدم سلاحًا ناريًا للتخلص من حياته.
كانت أعلى نسبة من سلوكيات طلب المساعدة بين موظفي الأمن مرتبطة بطلب العلاج من اضطراب ما بعد الصدمة، وهي مشكلة تتعلق بالصحة العقلية معروفة بأنها مرتبطة بشكل كبير بالميول الانتحارية، حيث طلب ما يقرب من 17% من الضباط المساعدة في علاج اضطراب ما بعد الصدمة، و7% طلبوا المساعدة لأي شكل من أشكال علاج الصحة العقلية.