تسابق الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، الزمن لتوسيع معاهدة أوكوس للدفاع في المحيط الهادئ، التي يمكن أن تتوسع وتشمل المزيد من الدول الحليفة قبل الانتخابات الأمريكية خلال الأشهر المقبلة، وسط مخاوف في الدول الثلاث من أن دونالد ترامب قد يتراجع عن المعاهدة أو يلغيها إذا فاز في الانتخابات الرئاسية نوفمبر المقبل.
وتهدف اتفاقية أوكوس بين الدول الثلاث، إلى تطوير ونشر غواصات تعمل بالطاقة النووية، إضافة إلى تعزيز الوجود العسكري الغربي في منطقة المحيط الهادئ، وتغطي الاتفاقية، وفقًا لـ"ذا جارديان" البريطانية، مجالات رئيسية مثل الذكاء الاصطناعي والحرب الإلكترونية والأنظمة تحت الماء وقدرات الضربة بعيدة المدى، كما ستزود الولايات المتحدة أستراليا باليورانيوم عالي التخصيب لتشغيل الغواصات.
بايدن يضغط
تم الإعلان عن الاتفاقية الأمنية لأول مرة في سبتمبر 2021، وبحسب صحيفة "بوليتيكو" فقد صرّح دبلوماسي كبير مطلع على المباحثات أن اليابان وكندا على استعداد للانضمام إلى ما يسمى بقسم الركيزة الثانية من اتفاقية أوكوس، التي ستشهد توقيع المشاركين على تعاون واسع النطاق في مجال التكنولوجيا العسكرية، بحلول نهاية عام 2024 أو أوائل عام 2025.
يأتي ذلك وسط مخاوف من عودة ترامب، فقد كشف دبلوماسي ثان مشارك في المحادثات أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تضغط بقوة لإنجاز بعض الأمور بشأن الركيزة الثانية من أوكوس الآن، قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، التي قد تشهد استعادة ترامب للبيت الأبيض الذي قد يتراجع عن صفقة أو يلغيها إذا فاز في الانتخابات الرئاسية.
حلفاء جدد
وتشمل الاتفاقية عدة ركائز، الركيزة الأولى منها تتضمن مساعدة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لأستراليا في بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية، بينما تسمح الركيزة الثانية من الاتفاقية للدول الثلاث بالاتفاق على صفقات لتطوير التكنولوجيا العسكرية المتقدمة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وتقنيات الكم.
وترتكز الركيزة الثانية على مبدأ التوسع لتشمل المزيد من حلفاء الولايات المتحدة، حيث كانت اليابان وكندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية من بين الدول التي أبدت اهتمامها بالانضمام، ووفقًا لمسؤول في البيت الأبيض، فإن الرئيس جو بايدن وشركاءه كانوا واضحين أنه مع تقدم العمل في الركيزة الثانية، سنبحث عن فرص لإشراك حلفاء آخرين وشركاء مقربين.
الرعب من ترامب
وعلى الرغم من عدم تحدثه علنًا في الصفقة حتى الآن، إلا أن الجميع مرعوب من عودة ترامب للحكم مجددًا، حيث ضاعف من خطابه بفكرة "أمريكا أولًا" خلال الحملة الانتخابية، وهو ما يدفعهم للتفكير في أنه يتبنى موقفًا أكثر انعزالية في السياسة الخارجية.
وحذّر مسؤولون أستراليون من أن رئاسة ترامب الثانية تمثل "خطرًا كبيرًا" على مستقبل صفقة أوكوس بأكملها، إذ يتعين على الولايات المتحدة إقراض أستراليا عدة غواصات كجزء من الصفقة بينما يتم بناء غواصات جديدة، مشيرين إلى أنه إذا كان ترامب غير راغب في التنفيذ فيمكن أن تصبح تلك الغواصات النووية مصدر قلق لإثارة غضب الصين، وهو الاحتمال الذي يخيف المسؤولين في أستراليا الآن، بحسب الصحيفة.