أعلنت بريطانيا، إبرام صفقة مليارية، بقيمة 4 مليارات جنيه إسترليني، مع عدد من المجموعات، لتمويل مرحلة جديدة من مشروع الغواصة الهجومية النووية "إس إس إن أوكوس"، والتي تأتي ضمن إطار اتفاقية أوكوس، وهي خطة مشتركة هدفها إنشاء أسطول جديد من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.
الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة، والذي وقع في مارس الماضي، يهدف لمواجهة نفوذ الصين المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وقال وزير الدفاع، جرانت شابس، خلال كشفه النقاب عن هذه الخطوة الجديدة في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مانشستر، إن الغواصة الجديدة ستعزز البحرية الملكية؛ بهدف الحفاظ على تفوقها الاستراتيجي تحت البحار.
وأطلق زعماء بريطانيا وأمريكا وأستراليا، في مارس الماضي، البرنامج المشترك للغواصات العاملة بالطاقة النووية، والذي تحصل أستراليا بموجبه على أول غواصات تعمل بالطاقة النووية من بين ثلاثة على الأقل من الولايات المتحدة.
وبحسب "بي بي سي"، يعمل الحلفاء على تشكيل أسطول جديد يستعين بأحدث التقنيات المتطورة، وبينها مفاعلات رولز رويس البريطانية، ووقتها قال وزير الدفاع البريطاني إن اتفاقية الدفاع المتعددة الأطراف هي الأكثر أهمية منذ أجيال.
ماذا نعرف عن الغواصة إس إس إن - أوكوس؟
بحسب بيان لمجموعة "بي إيه إي سيستمز"، فإن الغواصة المستقبلية ستكون أكبر وأقوى وأكثر الغواصات تقدمًا، والتي سيتم تقديمها للبحرية الملكية، بهدف استبدال نموذج "استوت".
ومن المقرر تسليم النماذج الأولى من هذه الغواصة في نهاية ثلاثينيات القرن الحالي.
وما يميز تلك الغواصة، صعوبة اكتشافها إلى جانب عبورها لمسافات كبيرة لفترات طويلة، كما أنها قادرة على حمل صواريخ كروز المتطورة.
الصين
وقت الإعلان عن توقيع الاتفاقية، نددت الصين ببرنامج التعاون الضخم، وقالت إن تلك الاتفاقية "طريق خاطئ وخطير".
واتهمت بعثة الصين في الأمم المتحدة الحلفاء الغربيين بعرقلة جهود الحد من انتشار الأسلحة النووية.
وقبل إعلان الاتفاقية، دعت الصين، الدول الثلاث، للتخلي عن ذهنية الحرب الباردة، كما أدانت روسيا هذا الاتفاق، وقالت إنه سيؤدي لـ"مواجهة تستمر لسنوات"، في آسيا.
تطويق الصين
ويمكن اعتبار أن الاتفاقية، تأتي في إطار الجهود الغربية لتطويق التنين الصيني، ومواجهة نفوذه العسكري، إذ تهدف أمريكا وبريطانيا، من خلال دعم أستراليا، بتلك الغواصات، التي يمكنها إصابة كبريات المدن الصينية، وقدرتها على التخفي بشكل أفضل، لترجيح كفة الميزان العسكري في المنطقة لصالحها، بحسب "إندبندنت".
وتأتي الاتفاقية، في ظل رغبة الغرب والناتو، في مراقبة المحيط الهادئ، والاستعداد لأسوأ الاحتمالات، في وقت يأخذ فيه الصينيون في عين الاعتبار وجود قواعد عسكرية أمريكية في أستراليا، واحتمالات تدفق نحو 200 ألف جندي إليها، حال اجتياح الصين لتايوان، وهو ما يضع أستراليا على خط المواجهة المباشرة مع الصين.
وأرجع بيتر داتون، وزير الدفاع الأسترالي في 2022، عملية تسريع تسليح الجيش بصواريخ بعيدة المدى وزيادة الموازنة العسكرية، إلى الحرب في أوكرانيا، والخطر الذي تشكله "الأنظمة الاستبدادية" على الديمقراطيات الحرة، في إشارة منه إلى الصين، حسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
غزو تايوان
ورغم ذلك يمكن الجزم بأن أستراليا على أهميتها وقربها من الصين، ربما لن تكون الخيار الأول والأسرع، حال قررت الصين غزو تايوان، بل إن اليابان ستكون حجر الزاوية، خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين بكين وطوكيو، بحسب "إندبندنت".
وتميل أستراليا تجاه موقف واشنطن فيما يتعلق بتايوان، والسيطرة على بحر الصين الجنوبي، إذ ترى أن الصين لا يحق لها فرض سيطرتها على تايوان، وأن من حقها الاستقلال وأنه ليس من حق بكين فرض سيطرتها الكاملة على مياه دولية تدعي ملكيتها.