خاض قانون الهجرة، المثير للجدل، بولاية تكساس، 24 ساعة خيالية داخل المحاكم الأمريكية بين الديمقراطيين والجمهوريين، حيث تغير وضعه خلالها عدة مرات، فبعد ساعات قليلة من سماح المحكمة العليا بدخول القانون حيز التنفيذ، الذي أعطى سلطات إنفاذ القانون في الولاية سلطة اعتقال الأشخاص الذين يشتبه في دخولهم البلاد بطريقة غير مشروعة، أصدرت محكمة الاستئناف الفيدرالية أمرًا بتعليق العمل به.
بداية التشريع
ومنذ تشريعه يخوض قانون الهجرة معارك قضائية كبيرة في المحاكم الفيدرالية، وبحسب صحيفة "واشنطن إكسامينر"، فقد أقره الحاكم جريج أبوت، وهو جمهوري من ولاية تكساس، في ديسمبر 2023، وكان الهدف منه تمكين سلطات إنفاذ القانون المحلية من القبض على المهاجرين غير الشرعيين بسبب انتهاكات الهجرة.
ووفقًا لمواد القانون تعتبر الهجرة بدون مستندات جريمة فيدرالية، ويمكن لقاضٍ في تكساس الحكم بترحيل المخالف، ويعتبر القانون ضمن سياسات ترامب وإدارته، وهو ما دفع الديمقراطيين لتقديم طعن على القانون الذي تم تعليقه مؤقتًا في 4 مارس.
تمديد التوقف
الاثنين الماضي، كانت المحكمة العليا الأمريكية تنظر في قانون تكساس، وتم النظر في طلبات المحامين والردود المقدمة عليه، وبحسب الصحيفة لم يقم القاضي صامويل أليتو، بتقديم أي توضيحات حول سير القضية وأصدر أمرًا بتمديد الوقف الصادر في 4 مارس 2024.
وبعد أقل من 24 ساعة من صدور أمر تمديد الوقف، رفعت المحكمة العليا قرار الوقف بأغلبية 6-3 من القضاة، ومع رفع الوقف، سُمح لولاية تكساس بتنفيذ قانون الهجرة على الرغم من المعركة القضائية واعتراضات إدارة الرئيس جو بايدن، الذي قدم طلبًا طارئًا لوقف القانون كونه انتهاكًا للسلطة الفيدرالية، إلا أنه قوبل بالرفض من الأغلبية في المحكمة العليا.
محكمة الاستئناف
بعد ساعات فقط من إصدار المحكمة العليا أمر إلغاء التعليق، أعلنت محكمة الاستئناف الأمريكية للدائرة الخامسة أنها ستنظر في الدعوى القضائية صباح اليوم الأربعاء، وتضع تعليقًا جديدًا على القانون في الفترة المؤقتة، وبحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية فقد أمرت محكمة الاستئناف بتعليق العمل به.
من جانبها ردت المكسيك على فكرة إبعاد المهاجرين غير المكسيكيين إلى أراضيها، حيث أكدت أنها غير مسؤولة عن قبول عمليات ترحيل أي شخص إلى جانب المواطنين المكسيكيين ولن تقبل تحت أي ظرف من الظروف عودة المهاجرين من ولاية تكساس، مكررة حقها المشروع في حماية حقوق مواطنيها في الولايات المتحدة وتحديد سياساتها الخاصة فيما يتعلق بالدخول إلى أراضيها.
ترامب وبايدن
وتعتبر ولاية تكساس معقل أزمة المهاجرين غير الشرعيين، ويعمل كل من الديمقراطيين والجمهوريين في طريق مختلف بالنسبة لأزمة المهاجرين غير الشرعيين القادمين من المكسيك، حيث يخطط ترامب لإعادة وتوسيع سياسات الهجرة التي اتبعها في فترته الرئاسية الأولى، بما في ذلك إنهاء الجدار الحدودي وإحياء "البقاء في المكسيك" وقيود اللجوء، كما وعد "بتنفيذ أكبر عملية ترحيل محلي في التاريخ الأمريكي.
في المقابل يعمل بايدن وفريقه الديمقراطي خلال فترة رئاسته على زيادة قبول اللاجئين ودعم مسار الحصول على الجنسية لعمال المزارع دون تصريح للوجود في البلاد، إلا أنه خلال الفترة الأخيرة نفذ البيت الأبيض إجراءات جديدة لإبعاد المهاجرين الذين لم يطلبوا اللجوء في بلد سافروا عبره في طريقهم إلى أمريكا، وركزت إدارته على معالجة الأسباب الجذرية لارتفاع معدلات الهجرة، وتوفير المساعدة الإنسانية للمكسيك ودول أمريكا الوسطى.