بعد مرور أكثر من عامين على الحرب الروسية الأوكرانية، يتصاعد الضغط على الاتحاد الأوروبي لتكثيف جهوده العسكرية والدفاعية بشكلٍ غير مسبوق، إذ في مواجهة التهديد الروسي المُتصاعد، يدعو قادة الاتحاد الأوروبي إلى تبني "اقتصاد الحرب"، حيث يتم تحويل الموارد والقدرات الاقتصادية نحو زيادة الإنتاج العسكري وتعزيز القوة الدفاعية.
قال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي زيادة إنتاجه الدفاعي بشكل كبير لمساعدة أوكرانيا في صراعها مع روسيا، إذ تأتي هذه الدعوة في الوقت الذي حذّرت فيه كييف بشكل مُتزايد من نقص الذخيرة.
وفي مقال افتتاحي نشرته صحيفة "لا ليبر بيلجيك"، ادعى ميشيل أن موسكو "تشكل تهديدًا عسكريًا خطيرًا لقارتنا الأوروبية والأمن العالمي".
وأضاف: "إذا لم نحصل على رد الاتحاد الأوروبي الصحيح ولم نمنح أوكرانيا الدعم الكافي لوقف روسيا، فنحن التاليون".
وقال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي إنه "على مدى عقود، فشلت أوروبا في الاستثمار بشكلٍ كافٍ في أمننا ودفاعنا"، وهي الآن بحاجة ماسة إلى "تحول جذري لا رجعة فيه في تفكيرنا نحو عقلية أمنية استراتيجية".
واستطرد ميشيل "لذلك يجب علينا أن نكون مستعدين للدفاع وأن نتحول إلى وضع "اقتصاد الحرب"، لقد حان الوقت لتحمل المسؤولية عن أمننا ولم يعد بوسعنا أن نعتمد على الآخرين أو أن نكون تحت رحمة الدورات الانتخابية في الولايات المتحدة أو أي مكان آخر".
وقال ميشيل إن الإنتاج الدفاعي للكتلة زاد بنسبة 50% منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، مضيفًا أن الكتلة "ستضاعف إنتاج الذخيرة إلى أكثر من مليوني قذيفة سنويًا، بحلول نهاية العام المقبل".
ويكافح الاتحاد الأوروبي لشراء ما يكفي من الأسلحة والذخيرة لتلبية احتياجات كييف، حيث يلقي السياسيون والخبراء الأوكرانيون والدوليون، وكذلك الجنود في ساحة المعركة، اللوم على النقص في خسارة الأراضي لصالح روسيا.
وتأخرت الشحنات مرة أخرى عندما توقفت حزمة المساعدات التي قدمها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بقيمة 61 مليار دولار في الكونجرس؛ بسبب القتال السياسي بين الديمقراطيين والجمهوريين، ولا يزال مشروع القانون في طي النسيان؛ بسبب معارضة المشرعين من الحزب الجمهوري.
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فإن الوضع مع توريد أنظمة الدفاع الجوي الغربية إلى كييف مروع بشكل خاص، إذ استشهدت الصحيفة بتقييم أمريكي رسمي في أوائل فبراير، ذكر أنه بدون تجديد، لا يمكن للدفاعات الجوية الأوكرانية أن تعمل بعد مارس 2024.
وجدد الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، دعوته لتسليم كميات إضافية من الأسلحة، مُحذرًا في فبراير من أن "العجز المصطنع في الأسلحة" لن يؤدي إلا إلى مساعدة روسيا.