رغم عرض 7 حلقات فقط من مسلسلات رمضان حتى الآن، تمكنت الشركة المتحدة من أن تجذب قطاعًا عريضًا من المشاهدين في مصر والوطن العربي بل وخارجه أيضًا، بأعمال شهدت تنوعًا ملحوظًا بين التاريخي والكوميدي والتراجيدي والشعبي، استحوذت على اهتمامات الجمهور، وفتحت مجالات للنقاش والتفكير، والتعرّف على قصص وأحداث من التاريخ، وكذلك الضحك مع الأعمال الكوميدية، والتأثر في الأعمال ذات الطابع الشعبي والتراجيدي، لتشهد ساحة الدراما التلفزيونية ثراء كبيرًا بأعمال تسهم في رفع الوعي ومخاطبة الوجدان.
ومع استمرار عرض هذه الأعمال (إما في 15 حلقة أو ثلاثين)، حملت أحداث الحلقات السبع الأولى قدرًا كبيرًا من التشويق والتميز، جعلت المُشاهد في انتظار ما ستحمله الأحداث الجديدة، وحققت معها إشادة نقدية واسعة على كل المستويات بداية من الصورة، التمثيل، الموسيقى التصويرية، السيناريو، الإخراج، والإنتاج الذي لم يتوقف على المادة فقط ولكن انتقاء طبيعة الأعمال بعناية وتنوعها المُدرك لكل الأعمار، ورسالتها
وأكد عدد من النقاد الفنيين لموقع "القاهرة الإخبارية" أن الحلقات السبع الأول من مسلسلات رمضان جاءت مميزة للغاية، مشيدين بدور الشركة المتحدة في اختيار الأعمال وتنوعها، وتنفيذها بأعلى جودة
عمل استثنائي
يؤكد الناقد المصري طارق الشناوي أن مسلسل "الحشاشين"، من الأعمال الاستثنائية في تاريخ الدراما بعد مشاهدته سبع حلقات من العمل، مشيرًا إلى أن فكرة استخدام صنّاع العمل اللهجة العامية تسبب في جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن الكاتب عبد الرحيم كمال والمخرج بيتر ميمي فرضا أسلوبهما، ما جعل الجمهور يتعامل مع اللهجة وكأنها جزء من حرية الفنان في اختيار طريقة العمل، ومع عرض حلقاته الأولى تأكد أنه من الأعمال الاستثنائية هذا العام.
وأضاف أن من المسلسلات المتميزة أيضًا مسلسل "مسار إجباري" إخراج نادين خان، من الأعمال الطموحة على مستوى القضايا التي يناقشها ويسلّط الضوء عليها، وأعجبني في المسلسل جرأته الشديدة من ناحية المتناول.
وتابع: أما مسلسل "إمبراطورية ميم" فهو عمل اجتماعي جيد يجمع بعض المواقف الكوميدية، متمنيًا أن يحافظ على إيقاع وقوة الأحداث خلال الـ30 حلقة؛ لأن نوعية هذه الأعمال كان من الممكن تقديمها خلال 15 حلقة.
وبالنسبة لمسلسل "عتبات البهجة" بطولة يحيى الفخراني، أكد الناقد المصري أنه يعتبر من المسلسلات التي تستحق المشاهدة، ويضم العديد من العناصر القوية منها رواية إبراهيم عبد المجيد المأخوذ منها العمل، وسيناريو مدحت العدل وإخراج مجدي أبو عميرة، كما أن اسم يحيى الفخراني على المسلسل يكفي لمشاهدة العمل، وفكرته تكمن في الرواية الساحرة التي ذهبت إلى منطقة شاعرية بأن الإنسان يحلم بالبهجة وعندما تقترب النهاية يزداد الحنين للحظات البهجة، لكن يظل حتى نهاية المشوار واقفًا على عتبات البهجة، وهذه فكرة عميقة وساحرة ومحلّقة، والسيناريو هنا حلل الحالة التي قدمها إبراهيم عبد المجيد لواقع مباشر، فتضاءل قليلًا سحر هذا العمل.
أما بالنسبة لـ"لحظة غضب" فهو يعتبر من المسلسلات جيدة الصنع، ومشوّق منذ الحلقة الأولى واعتبره عملًا بوليسيًا جيدًا جدًا في بنائه، موجهًا الشكر للكاتب مهاب طارق وللمخرج عبد العزيز النجار ولفريق العمل بأكمله على هذا العمل المميز.
كما يرى "الشناوي" أن مسلسل "بابا جه" للفنان أكرم حسني، هو كوميديا تحمل بُعدًا إنسانيًا، وتميز الأداء في هذا العمل يعتمد على أن أبطال العمل لا يستخفوا بعقل المشاهد، لكنهم يمثلون بجدية وبأداء حقيقي، وهو محاولة لكل العناصر الإبداعية لتقديم حالة مختلفة، مؤكدًا أنه يحافظ على روح الطفولة من خلال المشاهد، وهذا مهم للغاية لدى المخرج بأن يجعل الطفل الحقيقي في المسلسل، وتم كتابة السيناريو من خلال قدرات وعيون الطفل، وهذا الذي جعله مميزًا.
دور المرأة
فيما رأت الناقدة ماجدة موريس أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية قدمت أعمالًا مميزة هذا العام، وحرصت على التنوع بين الكوميديا والتراجيدي والاجتماعي والتاريخي، كما أبرزت دور المرأة من خلال المنافسة النسائية التي يشارك فيها عدد كبير من النجمات، ومن المسلسلات التي أعجبتها "سر إلهي" للفنانة روجينا، الذي يسلط الضوء على رحلة "نصرة" التي كانت تتحمل مسؤولية عائلتها لكنها لم تجد منهم إلا الغدر، وفي الحقيقة روجينا أبدعت في تقديم صورة المرأة المظلومة، لكن الانتقام بدأ يظهر عندما خرجت من السجن، حتى تحصل على حقها ممن غدروا بها، كما تميزت الفنانة مي سليم في تقديم دور الشر، وكل ذلك برؤية المخرج رءوف عبد العزيز الذي أصبح له نظرة مميزة مختلفة عن أي مخرج آخر، ويظهر ذلك بوضوح خلال أعماله التلفزيونية والسينمائية.
وأضافت ماجدة أنه من الأعمال المبهرة أيضًا مسلسل "الحشاشين" بطولة كريم عبد العزيز، الذي يعتمد على عناصر مهمة وقوية أبدع فيها الكاتب عبد الرحيم كمال والمخرج بيتر ميمي من الخطوط الدرامية، والتقنية الحديثة، إذ تم التصوير في أماكن بعيدة ومهمة.
كما أشارت إلى مسلسلات "إمبراطورية ميم" بطولة خالد النبوي، و"عتبات البهجة "بطولة يحيى الفخراني الذي أكدت أن أداءه جاء معبرًا عن الشخصية التي يجسدها والمرحلة العمرية التي يمر بها، فكان خير عودة له بعد غياب عامين عن الدراما التلفزيونية، وهو تناول قضية مهمة تتمثل في الفجوة التي تحدث بين الأجداد والأحفاد، وهو ما ظهر بوضوح خلال ما حدث في العمل من مواقف ومشاهد.
وأيضًا مسلسل "صيد العقارب" لغادة عبد الرازق، متمنية أن يظل بهذا النجاح في الحلقات المقبلة.
وأوضحت أن من الأعمال الشبابية التي أعجبتها مسلسل "مسار إجباري" إخراج نادين خان، وهو عمل مهم من ناحية البناء الدرامي وإخراجه، فهو رحلة لشابين موهبين وجسد دورهما أحمد داش وعصام عمر بشكل مميز، وبه تفاصيل درامية مميزة واضحة من خلال تناول المشاهد والقضايا التي يسلط الضوء عليها، إضافة إلى تميز الفنانة صابرين التي نضجت فنيًا بشكل كبير وهكذا الفنانة بسمة في تجسيد دور الأم.
دعم الشباب
فيما قالت الناقدة ماجدة خير الله: "إن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تعتمد في مسلسلاتها هذا العام على التنوع والابتكار ولا تركز في نوعية واحدة، لكنها بالفعل قدمت وجبة درامية دسمة وثرية بالمسلسلات والنجوم، كما أن هناك شيئًا مميزًا لاحظته وهو أنها تبدع أيضًا في اختيار مصممي الديكور والملابس والإضاءة والتصوير، ما يجعلنا ننهض للأمام، إضافة إلى الأفكار المختلفة، وتدعم بقوة الشباب والكبار".
وتابعت قائلة: "إن المتحدة تدعم الشباب، ما يؤكد دعمها للمواهب وإعطائهما دور البطولة، إضافة إلى أن هناك شيئًا مميزًا أيضًا هذا العام وهو الأعمال المكونة من 15 حلقة، ويعتبر ذلك سرًا من أسرار نجاح نوعية الأعمال مثل "بابا جه، ومسار إجباري، وسر إلهي"، كما أن هناك أعمالًا أخرى متحمسون لمشاهدتها في النصف الثاني من شهر رمضان مثل "مليحة" للفنان محمد دياب الذي يسلّط الضوء على القضية الفلسطينية".
وأضافت أن من الأعمال التي أعجبتها هذا العام مسلسل "بابا جه" للفنان أكرم حسني، الذي يقدم كوميديا لا تستخف بالمشاهد، تتميز بسرعة الإيقاع والمواقف الكوميدية وليست الإفيهات السخيفة، واختار مخرج العمل خالد مرعي فريق العمل بعناية شديدة ومنهم الأطفال الموهوبون واستعان بعدد من ضيوف الشرف الذين أثروا العمل أكثر وأكثر.
ومن الأعمال التي أشادت بها الناقدة المصرية "لحظة غضب" الذي تراه من أقوى الأعمال هذا العام، وهذا لأنه يعتمد على عناصر إبداعية من حيث الأداء التمثيلي والسيناريو الذي يعتمد على التشويق والإخراج، إضافة إلى "مسار إجباري" الذي يعتمد على البطولة الشبابية وبه جوانب كثيرة مميزة من ناحية الفكرة وتسليط الضوء على قضايا مهمة من خلال رحلة البطلين اللذين وضعتهما الظروف فيها كمسار إجباري لابد من استكماله، وكل ذلك برؤية المخرجة نادين خان.
"مسار إجباري" و"بابا جه" الأفضل
فيما أشاد الناقد أندرو محسن بمسلسل "مسار إجباري" للمخرجة نادين خان، وبطولة عصام عمر وأحمد داش، قائلًا: "إنه تجربة مميزة وإضافة لهما وهما موهبان وأثبتا قدرتهما على تحمل مسؤولية عمل كامل دون خوف، وهكذا مسلسل "بابا جه" فكرته جديدة من ناحية الكتابة، كما أن بطل العمل أكرم حسني يحاول كل مسلسل أن يقدم أفكارًا مبدعة ومتطورة، والأمر نفسه لمسلسل "لحظة غضب" الذي فكرته تعتمد على الإثارة والكوميديا السوداء من خلال المشاهد التي يتم فيها البحث عن "شريف" الذي قتلته زوجته ثم اختفت جثته، فبطلة العمل صبا مبارك لديها حالة نضج في أعمالها الأخيرة.
وأضاف الناقد المصري: "أعجبني مسلسل "بيت الرفاعي" لأمير كرارة ويظهر بوضوح خلال المشاهد مجهود فريق العمل في تفاصيله، وهو مبشر لاستكمال حلقاته الباقية، و"كامل العدد+1" الذي حافظ جيدًا على نجاح الجزء الأول منه ولم يحدث أي خلل حتى الآن ويحمل مفاهيم مهمة في تناول أحداثه التي تعتمد على إطار الأسرة المصرية، ولا يزال يحافظ على التوازن بين الكوميديا والشكل العام للمسلسل".