يرفض الممثل المصري أمير كرارة أن يسلك الطريق السهل للنجاح، المتمثل في الاستمرار بشكل متزايد على أداء طبيعة أدوار وشخصيات سبق أن حققت صدى غير عادي في الشارع العربي، فمهما كان حجم النجاح الذي يحققه يبحث عن شخصية جديدة ودور مغاير يضيف إلى مشواره الفني، خصوصًا في الدراما التلفزيونية التي اكتسب فيها شعبية كبيرة، وبات ضيفًا مُرحبًا به دائما على المائدة الرمضانية.
ومن هذا النهج ينافس أمير كرارة في مسلسلات رمضان الجاري بمسلسل "بيت الرفاعي"، يجسد فيه دور الدكتور ياسين الرفاعي، الذي يعيش مع عائلته في منطقة نزلة السمان – إحدى المناطق الشعبية الشهيرة بمحافظة الجيزة - المنفصل عن زوجته ولديه ابنة تُدعى "حبيبة"، ويتعرض لظلم شديد بعد اتهامه بقتل والده، ويضطر للهرب مع ابنته للبحث عن القاتل الحقيقي، وسط أحداث مثيرة بها الكثير من التفاصيل الدرامية، وصراع العائلات حول الميراث والسلطة.
تلك التجربة الجديدة لكرارة تؤكد أنه دومًا يبحث عن شخوص مختلفة يجسدها، رغم أن طريق النجاح السهل ممهد أمامه، وكانت لديه عدة فرص مختلفة للتمسك بنجاح أي من الشخصيات التي جسدها في أعمال درامية تلفزيونية سابقة، خصوصًا أنها كانت قريبة للغاية من الجمهور، وتعد من الأعمال صاحبة الانتشار الشعبي الواسع.
لم يتوقف عند نجاحه اللافت في مسلسل "كلبش" بأدائه شخصية ضابط الشرطة سليم الأنصاري، عبر ثلاثة أجزاء منذ 2017 وحتى 2019، وقرر أن يخوض تجارب مختلفة غير مكتفي بلقب "باشا مصر"، الذي أصبح مُلتصقًا به حيثما ذهب عقب عرض المسلسل.
النجم الذي تأخر اكتشافه حسبما قال عنه الناقد طارق الشناوي، في برنامج تلفزيوني، ذهب إلى منطقة نجاح أخرى عبر 3 أجزاء من مسلسل "الاختيار" - ظهر في الجزء الأخير ضيف شرف - جسد خلاله دور شخصية حقيقية هي الرائد أحمد منسي، أحد شهداء الجيش المصري وقائد الكتيبة 103 صاعقة في شمال سيناء، وحقق العمل نجاحًا منقطع النظير.
وظن البعض أن أمير كرارة سيستمر في تجسيد أدوار الضابط سواء بالشرطة أو الجيش، لكنه فاجئهم بتجربة مغايرة من خلال مسلسل "سوق الكانتو"، الذي دارت أحداثه في فترة العشرينيات من القرن الماضي، مُجسدًا دور ابن تاجر أقمشة يحاول استعادة حقه في الميراث ويقع في حب "راوية" التي جسدت دورها مي عز الدين.
نجاح نجم مسلسل "بيت الرفاعي" في اختيار أدواره وتنوعها جعله متواجدًا بشكل مستمر منذ نحو 15 عامًا في الدراما الرمضانية، سواء بأدوار مساعدة في بدايته الفنية مثل مسلسل "حكايات وبنعيشها" و"المواطن إكس"، أو بطولات جماعية منها "طرف تالت" عام 2012، الذي جسد فيه دور بلطجي محبوب من أهالي منطقته الشعبية ثم صعوده للبطولة المطلقة، بدءًا من مسلسل "تحت الأرض" في العام التالي، الذي جسد فيه شخصية مغايرة تمامًا وظهر بدور إرهابي مأجور.
وفي مشوار أمير كرارة الدرامي جسد شخصيات عدة، منها الصعيدي في "نسل الأغراب"، وعازف الإيقاع بملهى ليلي في "الطبال"، ولاعب جودو محترف في "بوخارست"، واللافت للنظر أن كل هذه الشخصيات كانت تلقى رواجًا غير عادي، خصوصًا لدى رجل الشارع والمُشاهد البسيط.