قبل نحو 7 سنوات ظهر الممثل المصري محمد ثروت المصنف "كوميديان"، في دور مصاب بانفصام الشخصية يدعى "فرج"، ضمن أحداث مسلسل "في اللا لا لاند" بطولة دنيا سمير غانم، ليظهر بشخصيتين الأولى شريرة والأخرى طيبة للغاية، وفي مشهد واحد كان يتنقل بين الشخصيتين بشكل احترافي.
كشفت هذه المشاهد عن موهبة محمد ثروت في تجسيد شخصيات مختلفة، لكن نظرًا لأن المسلسل كان خفيفًا، مرّ ذلك المشهد مرور الكرام، ولم يتم استثمار هذا الأداء بترشيحه لأدوار جادة، وظل طوال سنوات يجسد أدوارًا كوميدية سواءً في السينما أو التلفزيون، خصوصًا أنه على المستوى الشخصي يتمتع بحس دعابة مميز.
لكن فاجئنا المخرج رؤوف عبد العزيز في دراما رمضان الجاري باختيار محمد ثروت للمشاركة بدور "سعد"، وهو شخصية شريرة يخون زوجته "نصرة" أو روجينا مع إحدى صديقاتها، ويتورط مع شقيقاتها في الزج بها بالسجن، في ابتعاد تام عن الأدوار الكوميدية، التي طالما تألق بها وعرفه الجمهور من خلالها، واكتسب شعبية ممتدة.
كما يكسب محمد ثروت جمهورًا جديدًا من خلال دور الشر الذي يجسده في "سر إلهي"، يفعل الأمر نفسه الممثل أحمد رزق الذي بات يتحمس بشدة لمثل هذه النوعية من الشخصيات في الفترة الأخيرة، والتي تحمل الكثير من التفاصيل الدرامية ومنها أعمال "الكنز" و"بخط الإيد"، رغم أن بدايته وشهرته كانت من خلال أدوار كوميدية عدة، سواء في السينما أو التلفزيون.
دأب أحمد رزق على إعادة تقديم نفسه للجمهور، ويتواصل من خلال شخصية "فاروق" التي يجسدها في مسلسل "بيت الرفاعي" الذي يُكِن عداوة شديدة لابن عمه "ياسين" أو أمير كرارة، ويدبر له المكائد حتى إنه يبلغ الشرطة بمكانه لكي يلقوا القبض عليه لاتهامه ظلمًا في جريمة قتل.
المفارقة أن النجم أحمد عيد الذي رافق صديقه "رزق" في بطولة عدد من الأفلام الكوميدية الشهيرة ومنها "اوعى وشك" و"فيلم ثقافي"، يعيد هو الآخر اكتشاف نفسه عبر شخصيات شريرة، إذ يجسد في مسلسل "الحشاشين" دور "زيد بن سيحون"، الذي يرتكب مع طائفة الحشاشين جرائم قتل.
واللافت للنظر أن مسلسل "الحشاشين" بطولة كريم عبد العزيز، يشهد أيضًا تجربة مغايرة في تاريخ الفنان محمد سليمان المهني، إذ يجسد شخصية تاريخية وهي الوزير بدر الدين الجمالي، ذو الأصول الأرمنية، ووزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، والذي يتمتع بشخصية قوية وأحد أبرز الشخصيات التاريخية في القرن الحادي عشر الميلادي.