أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن أول مكالمة هاتفية له منذ شهر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك منذ مكالمتهما الأخيرة في 15 فبراير الماضي التي بدأت بعدها التوترات بينهما بشأن الحرب في غزة، وفق موقع "أكسيوس" الأمريكية.
وقال البيت الأبيض الأمريكي في بيان له إن "الرئيس بايدن تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة آخر التطورات في إسرائيل وغزة، بما في ذلك الوضع في رفح والجهود المبذولة لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة".
خطاب شومر
وأشاد بايدن بوضوح بـ"الخطاب الجيد" الذي ألقاه زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الأسبوع الماضي، الذي دعا فيه إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.
وقال إن شومر، وهو أعلى سياسي أمريكي يهودي منتخب في تاريخ الولايات المتحدة: "أعرب عن قلق جدي لا يشاركه فيه فحسب، بل يشاركه فيه العديد من الأمريكيين".
رسالة إلى نتنياهو
واعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن زيارة عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس، للولايات المتحدة الشهر الماضي، بأنها "رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
ورأت الصحيفة أن زيارة جانتس إلى واشنطن "تُظهر حتمًا أن هناك شخصًا في الحكومة الإسرائيلية يجد المسؤولون الأمريكيون أنه يستحق ثقتهم، بعد إضافة الأشهر الخمسة الماضية إلى عدم الثقة والشك تجاه نتنياهو".
ماذا قال نتنياهو؟
لكن "نتنياهو" قال اليوم الاثنين في اجتماع مع قادة إيباك في القدس: "إنه يتم تصويره في الولايات المتحدة كزعيم منفصل عن شعبه ومدعوم من مجموعات هامشية، وهذه كذبة".
وقال نتنياهو أيضًا إن بايدن والمسؤولين الأمريكيين ربما يكونون على حق في أن السياسة الداخلية تتدخل في السياسة المتعلقة بالحرب في غزة، لكنه تساءل: على أي جانب من المحيط الأطلسي يحدث هذا؟.
تحذير من مجاعة
ومع تحذير الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في غزة، أمر بايدن في وقت سابق من هذا الشهر الجيش الأمريكي ببدء عمليات إسقاط جوي للأغذية في القطاع، ويرسل قوات أمريكية لبناء ميناء مؤقت للمساعدات البحرية، لكن الولايات المتحدة تواصل تقديم مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات لإسرائيل، حليفة الولايات المتحدة.
وبدأت الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة بعد الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر، ومنذ ذلك الحين قُتل ما يقرب من 32 ألف شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.
خلاف بين بايدن ونتنياهو
وتحدثت وسائل إعلام أمريكية وعبرية كثيرة عن اتساع هوة الخلاف بين أمريكا وإسرائيل بسبب رفض نتنياهو كل الطلبات التي طرحتها الولايات المتحدة الأمريكية للوصول إلى حل، لدرجة وصلت إلى عدم تواصل الرئيس الأمريكي مع نتنياهو منذ 15 فبراير الماضي، وفق موقع "والاه" العبري.
ووصف أحد كبار المسؤولين الأمريكيين الوضع بين بايدن ونتنياهو بأنه "وضع فظيع"، مشيرًا إلى أن صبر الرئيس بدأ ينفد، وأن كبار المسؤولين في إدارته يتزايد الإحباط لديهم من سلوك نتنياهو بعد رفضه لجميع الطلبات الأمريكية تقريبًا في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بالحرب في غزة والوضع في الضفة الغربية المحتلة.
منذ حرب السابع من أكتوبر 2023، قبل 164 يومًا، قدّم بايدن لإسرائيل دعمًا كاملًا شمل مساعدات عسكرية وسياسية غير مسبوقة، دفع مقابله ثمنًا سياسيًا باهظًا في قاعدة الحزب الديمقراطي خلال عام الانتخابات، بحسب مسؤولين أمريكيين كبار، وفق موقع "والاه".
الرفض الإسرائيلي الأول
الرفض الإسرائيلي الأول لطلب بايدن كان في 23 ديسمبر الماضي، خلال مكالمة هاتفية بينه وبين نتنياهو رفض خلالها رئيس وزراء إسرائيل طلب الرئيس الأمريكي بالإفراج عن أموال الضرائب التي تجمدها إسرائيل.
الرفض الثاني
قال أحد كبار المسؤولين الأمريكيين: "إن سبب الإحباط المتزايد لدى بايدن هو رفض نتنياهو انتقال إسرائيل إلى المرحلة الثالثة من العملية في قطاع غزة، التي سيتحول فيها الجيش الإسرائيلي إلى قتال منخفض الكثافة".
الرفض الثالث
يقول مسؤولون أمريكيون كبار: "إن الإحباط في البيت الأبيض تجاه نتنياهو ينبع من أسباب أخرى، حيث إن بايدن ومستشاريه يعتقدون أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
الرفض الرابع
قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، عندما سئل عن الإحباط المتزايد لدى الرئيس، إن "الإدارة تركز على التأكد من أن إسرائيل قادرة على زيادة المساعدات لقطاع غزة للتخفيف من معاناة السكان المدنيين الفلسطينيين وعلى الجهود المبذولة لتحرير المختطفين".بايدن يتواصل مع نتنياهو للمرة الأولى منذ 15 فبراير الماضي.