بعد رفض أمريكي لمقترح إرسال أو وضع جنود من الولايات المتحدة على الأرض في غزة، رضخ جيش الاحتلال للمطالب الأمريكية، إذ تتجه إسرائيل للنظر في استخدام مقاولي الأمن الخاصين الدوليين للمساعدة بحماية شحنات المساعدات الإنسانية القادمة إلى غزة.
وذكرت مصادر مطلعة لشبكة "NBC News" الأمريكية، أن المسؤولين الإسرائيليين طرحوا الفكرة على إدارة بايدن، وأبدى نظرائهم الأمريكيون تحفظهم على وجود قوات أمريكية مسلحة أو قوات أمنية أمريكية على الأرض في الجيب الفلسطيني.
وأفادت الشبكة الأمريكية، نقلًا عن مسؤولين، أن إسرائيل تواصلت بالفعل مع عدة شركات أمنية وطرحت فكرة تقاسم تكلفة العقود الباهظة مع دول أخرى.
جاءت هذه المناقشات بعد أن وافقت الولايات المتحدة على خطة لاستخدام أكثر من ألف جندي أمريكي ومدني لبناء نظام رصيف ورصيف عائم يسمح بتسليم المزيد من المساعدات بسهولة إلى شواطئ غزة.
واستغرق الأمر نحو 3 أيام للشحنة الأولى التي تقارب 200 طن من الطعام لتصل إلى غزة، بعد مغادرتها قبرص الأسبوع الماضي، ما يوفر المساعدات الإنسانية المطلوبة بشدة لما يقرب من مليوني لاجئ فلسطيني.
سيتم تسليم هذه المساعدات بشكل أسرع بكثير مع نظام الرصيف العائم الأمريكي، الذي سينقل الطعام والمساعدات إلى الشاطئ ويوصل مليوني وجبة يوميًا للاجئين، وفقًا لما ذكرته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون".
وأكد بايدن، أنه يتعين على إسرائيل توفير الأمن للمشروع، لكن مسؤولي الدفاع أخبروا "NBC" أن التفاصيل لا تزال قيد العمل، وأصر كل من بايدن والبنتاجون على أنه "لن يكون هناك جنود أمريكيون على الأرض".
وتهدف الشحنات إلى كبح جماح انتشار المجاعة بين سكان غزة، إذ وجدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن واحدًا من كل ثلاثة أطفال دون سن الثانية في قطاع غزة يعانون سوء التغذية الحاد.
وبعد مرور 5 أشهر على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، تعاني ما يقرب من 60 ألف امرأة حامل في غزة سوء التغذية والجفاف ونقص الرعاية الصحية المناسبة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لها، إن نحو 5 آلاف امرأة في غزة تلد كل شهر في ظروف قاسية وغير آمنة وغير صحية نتيجة القصف والتهجير.
وحذرت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة من أن المجاعة تلوح في الأفق في غزة، وأفاد مسؤولو الصحة أن 25 شخصًا على الأقل، معظمهم من الأطفال، لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجفاف في الأيام الأخيرة.