حالة من الشعور بالنوستالجيا والسعادة التي تغمر المشاهد فور سماعه موسيقى مسلسل "عتبات البهجة" للفنان الكبير يحيى الفخراني، إذ تساهم في استحضار رائحة الزمن الجميل، والتي صاغها الموسيقار المصري خالد الكمار الذي يمتلك موهبة إبداعية في تقديم موسيقى تتناسب مع تيمة كل عمل وتعبر عنه بصدق.
كان العمل مع يحيى الفخراني حلمًا قديمًا يراود الكمار، إذ يقول لـ موقع "القاهرة الإخبارية": "أنا مغرم منذ الطفولة بالدكتور يحيى الفخراني، وتمنيت العمل معه، فقد كان ذلك بمثابة حلم قديم فهو فنان صاحب تاريخ كبير وحفرت أعماله بصمة بداخلنا وموسيقى مسلسلاته مميزة للغاية بداية من "نصف ربيع الآخر" وصولا إلى مسلسل "ونوس" وبينهما العديد من الأعمال المهمة، وعندما رُشحت لوضع الموسيقى التصويرية للمسلسل تحمست للغاية، لأنه يتطرق إلى صراع الأجيال، ونشم منه رائحة الزمن الجميل".
أوضح الكمار أنه عمل لمدة شهرين ونصف على وضع الموسيقى التصويرية، وأنه اضطر إلى تعديلها في البداية، قائلًا: "اضطررت أن أعدّل الموسيقى حيث إن اسمه أوحى لي أنه أكثر بهجة، ووضعت موسيقى تصويرية بناء على هذا الانطباع، ولكنني وجدت المؤلف مدحت العدل يخبرني أن المسلسل اسمه "عتبات البهجة" وأنهم لم يدخلوا للبهجة نفسها، ولكنهم يقفون على عتباتها، فقللت جرعة السعادة بالموسيقى ليغلب عليها طابع النوستالجيا".
يؤكد خالد الكمار أنه كان حريصًا على إبراز "تيمة" وفكرة العمل من خلال الموسيقى، والشعور بروح الموسيقى القديمة في فترة التسعينيات وغيرها، وهو ما تحقق بداية من التتر، فهو مصنوع بشكل مصري صميم، وأصيل ويحافظ على الإحساس والجو العام للمسلسل، وكان بمثابة المدخل العام لموضوع المسلسل.
وكشف الكمار أنه استقبل مكالمة من المخرج القدير مجدي أبو عميرة ينقل فيها سعادته وكل فريق العمل بالموسيقى التصويرية قائلًا: "أسعدتني مكالمة المخرج الكبير مجدي أبو عميرة، وأكد لي فيها أن الأستاذ يحيى الفخراني وكل فريق العمل سعداء بما وضعته من موسيقى تصويرية".
وأضاف الموسيقار المصري أن الموسيقى التصويرية للعمل حققت نجاحًا كبيرًا وصدى لدى الأجيال الأكبر سنًا، إذ كانت ردود الفعل قوية ومؤثرة، وعندما وصلني ذلك شعرت أنني حققت ما أريده بتقديم موسيقى تحمل قدرًا كافيًا من الأصالة والنوستالجيا، وخطفت قلوب الأكبر سنًا وتفاعلوا معها عن غيرهم.