من المقرر أن تقدم هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، سيارات إسعاف كهربائية، مما يثير المخاوف من أن سعيها للوصول إلى الانبعاثات الصفرية يتم وضعه فوق سلامة المرضى، وفق ما ذكرت صحيفة" التليجراف" البريطانية.
وحسب الصحيفة، يخشى المسعفون أن يضطر المرضى إلى الانتظار لفترة أطول بسبب الساعات المهدرة في إعادة شحن المركبات الكهربائية، مع قلق خاص بشأن تغطية المناطق الريفية، نظرًا للنطاق المحدود.
وتعد هذه الخطوة المزمع اتخاذها الشهر المقبل، جزءًا من سلسلة من الإجراءات التي يخشى المبلغون عن المخالفات أن تضع أوراق الاعتماد الخضراء فوق الأولويات الطبية.
وكشفت وثائق مسربة أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا NHS England، شكلت فريقًا لتطبيق السياسات الخضراء، Greener NHS، بفاتورة رواتب مجمعة تبلغ 3 ملايين جنيه إسترليني سنويًا.
وأنشأ المسؤولون 48 وظيفة، بما في ذلك خمسة برواتب مكونة من ستة أرقام، كجزء من الجهود المبذولة لمتابعة أجندة بيئية، ما يعني أن كل دواء ومنتج يجب أن يخضع "لتقييم دائم الخضرة".
وتعني العملية المكونة من 135 سؤالًا، أنه لا يمكن اتخاذ أي قرار دون مراعاة القيم الاجتماعية للمنتج ومساهمته في أهداف الانبعاثات. وزعم أحد الموردين، أن أجهزة مثل القنيات البلاستيكية يتم رفضها بشكل روتيني لأسباب بيئية، رغم أن من شأنها تحسين سلامة المرضى.
مبادرات بيئية
وستتم إضافة طبقة إضافية من البيروقراطية الشهر المقبل، حيث يُطلب من كل مورد في هيئة الخدمات الصحية الوطنية وضع خطة لخفض الكربون.
وتشمل المبادرات البيئية الأخرى التي يجري إطلاقها مبادرة "تخفيف الآلام الصديقة للمناخ" للأمهات أثناء المخاض وأثناء الولادة، وأثناء العلاج الكيميائي، وزيارات الطبيب الممارس العام عبر الدراجات الإلكترونية.
وقال أحد المبلغين عن المخالفات للتليجراف: "إن كل جزء من هيئة الخدمات الصحية الوطنية يعاني من نقص الموارد، وتظل قوائم الانتظار مرتفعة تاريخيًا، لكن الالتزام بالحماس الأخضر يظل دون تغيير".
وأضاف: "إن حجم الموارد المخصصة للأجندة الخضراء مذهل، وحقيقة أنها تؤثر الآن على عملية صنع القرار السريري، أعتقد أنها غير أخلاقية على الإطلاق".
وفي الشهر المقبل، سيتم تجربة سيارات الإسعاف الكهربائية في أنحاء البلاد. وبموجب هذا المخطط، سيتم تسيير سيارات الإسعاف الكهربائية عبر شمال غرب وشرق إنجلترا، ويوركشاير، وجنوب غرب، ولندن، بتكلفة تبلغ حوالي 150 ألف جنيه إسترليني لكل منها، وفق التليجراف.
وقد طرحت ويست ميدلاندز هذه المركبات بالفعل، على الرغم من أن تقرير لمجلس إدارة خدمة الإسعاف في المنطقة كشفت، في العام الماضي، عن مخاوف كبيرة.
ووجد تقييم للمخطط التجريبي أن سيارات الإسعاف استغرقت ما يصل إلى أربع ساعات للشحن، وسافرت في المتوسط 70 ميلاً بين الشحنات، رغم أن التقرير حذر من أن "المدى ووقت إعادة الشحن هو عامل مقيد مهم".
وبينما يبلغ مدى المركبات 100 ميل، وهو ما سيغطي التنقل في المناطق الحضرية، لن يكون هذا هو الحال في معظم مراكزها، كما جاء في التقرير، مضيفا إن "المناطق الريفية على وجه الخصوص تغطي ضعف هذا الأميال وأكثر".
ويقول التقرير أنه كحد أدنى، يجب أن تكون سيارات الإسعاف قادرة على تغطية مسافة 160 ميلا. ويمكن لسيارات الإسعاف القياسية، أن تغطي ما يصل إلى 800 ميل في اليوم، ويتم ملؤها في دقائق معدودة فقط.
ويأتي ذلك بعد تحذيرات من أن سيارات الإسعاف تقضي بالفعل وقتًا طويلًا بعيدًا عن الطريق، مع إهدار مليوني ساعة في الانتظار في مواقف السيارات بالمستشفيات، خلال الـ 12 شهرًا المنتهية في مارس 2023، بينما واجه ضحايا النوبات القلبية والسكتات الدماغية انتظارًا بمتوسط 36 دقيقة في عام 2023، وهو ما يمثل ضعف الهدف.
وقال المسعفون، إنهم يخشون المخاطر إذا تم نشر سيارات الإسعاف الكهربائية على نطاق واسع دون تقييم مناسب للسلامة.
وتجدر الإشارة إلى أنه في أكتوبر 2020، أصبحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، أول خدمة صحية في العالم، تلتزم بالوصول إلى الصافي الصفري لانبعاثات الكربون.