الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نصف النزلاء يتعاطون.. تسونامي المخدرات يجتاح سجون بريطانيا

  • مشاركة :
post-title
سجن هيندلي في بريطانيا

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

اكتشفت زيارة مفاجئة أجرتها إدارة تفتيش السجون البريطانية، عن كوارث تتعلق بالأمان داخل سجن هيندلي، الذي تسبب في جعل أكثر من نصف السجناء يتعاطون المخدرات بصفة شبه يومية، بجانب افتقار المكان لبيئة طبيعية، ووجود نظام إداري سيئ، وهو ما وصفه كبير مفتشي السجون في المملكة المتحدة بأنه تسونامي مخدرات ينتشر بين النزلاء.

يقع سجن هيندلي في مانشستر الكبرى، وهو عبارة عن منشأة من الفئة C تتسع لـ580 سجينًا، افتُتح في عام 1961، ويضم بشكل رئيسي السجناء الذكور الذين تزيد أعمارهم على 18 عامًا، ويهدف من إنشائه إلى التركيز على إعداد النزلاء لإعادة الاندماج في المجتمع، وقد خضع لتغييرات مختلفة على مر العقود، بحسب موقع prisonguide الخاص بالسجون في بريطانيا، إلا أنه مزدحم للغاية ويبلغ عدد نزلائه حاليًا أكثر من 700 سجين.

تسونامي المخدرات

وكان التفتيش الذي تم إجراؤه في الفترة من 21 نوفمبر إلى 8 ديسمبر، هو الأول الذي يجريه السجن منذ عام 2017، عندما تم تصنيفه على أنه ضعيف على جبهات متعددة، وبحسب موقع telegraph البريطاني، كشف اختبار المخدرات المفاجئ الذي تم إجراؤه على جميع النزلاء، بإيجابية التحليل لـ52% بين النزلاء.

وحذّر تشارلي تايلور، كبير مفتشي السجون، في تقريره الذي رفعت عنه السرية، من أن المنشأة ليست آمنة بما فيه الكفاية، ويواجه القائمون عليه معركة كبيرة، كون العديد من السجناء من متعاطي المخدرات في الأساس، واستمرارهم في التعاطي داخل السجن، كشف عن فشل الإدارة في معالجة ما وصفه بـ"تسونامي من المخدرات يجتاح السجن".

أميرة ويلز في زيارة لأحد السجون البريطانية
ضعف الخبرة

بجانب المخدرات يعاني السجن مشكلات أخرى كبيرة، وبحسب التقرير كان الوضع السيئ سببًا في تراخي الموظفين وشعورهم بالملل والإحباط الناتج عن النظام الذي وصفوه بالفقير، بجانب التبديل المستمر لضباط السجون، وهو ما ترتب عليه، بحسب الصحيفة البريطانية، من وجود موظفين ضعيفي الخبرة، افتقروا إلى القدرة والثقة في الإشراف على السجناء.

وذكر التقرير أن العديد من نقاط الضعف الأساسية التي تم تحديدها منذ أكثر من خمس سنوات، خلال آخر تفتيش لم تتغير، المتمثلة في البيئة المتهالكة، والنظام السيئ، بجانب انتشار المخدرات، الذي كان في قلب الكثير من الأمور وتسبب في تقويض سلامة السجناء، ووجدت عملية التفتيش أنه لم يتم تنفيذ سوى القليل جدًا من العمل الهادف أو التعليم أو التدريب، على الرغم من أن السجن يتم تصنيفه على أنه سجن تدريبي.

الشرطة ترد

وردًا على تلك الاتهامات، قالت المتحدثة باسم خدمة السجون البريطانية، إن لديهم نهجًا ثابتًا في عدم التسامح مُطلقًا مع المخدرات في السجن، ويعملون دائمًا على تعزيز تدريب الموظفين على اكتشاف ودعم الأشخاص الذين يعانون مشكلات تعاطي المخدرات بشكل أفضل، مشيرة إلى أنهم يستثمرون 100 مليون جنيه إسترليني سنويًا في التدابير الأمنية الصارمة، مثل أجهزة المسح الضوئي للجسم بالأشعة السينية، الذي من وجهة نظرهم يمنع المزيد من المخدرات غير المشروعة من دخول السجون في المقام الأول.

يذكر أن السجون البريطانية تعاني مشكلات ضخمة نتيجة الفوضى، وبحسب سكاي نيوز، تفاقمت الأنشطة الإجرامية في "5 ويلز إتش أم بي" - هو واحد من أكبر السجون البريطانية - ويشهد السجن إجراء حفلات سُكر داخل الزنازين وشجار وعمليات طعن، في حين أن الحراس لا يملكون المعدات اللازمة للتعامل مع ذلك الوضع.