تزايدت حدة الخطاب الرسمي بين أمريكا وإسرائيل إلى حد الملاسنات، وذلك بعد أن وجه زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، خطابًا دعا فيه إلى إجراء انتخابات في إسرائيل، ووصف بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة بأنه "ضل طريقه".
خطاب "شومر"
ودعا "شومر"، في كلمة أمام مجلس الشيوخ في الكابيتول (الكونجرس) بواشنطن، إلى إجراء انتخابات في إسرائيل، قائلًا: "إن (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو ضل طريقه، وإن الإسرائيليين بحاجة إلى انتخاب قادة أفضل، وإنه سيكون خطأ فادحًا من جانب إسرائيل تأجيل حل الدولتين".
وأضاف "شومر": "أدعو الوسطاء بين إسرائيل وحماس إلى التحرك، وبذل كل ما في وسعهم للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة".
وقال "إن نتنياهو وضع نفسه في ائتلاف يميني متطرف، وبالتالي فهو يسمح لنفسه باستيعاب كبار المسؤولين عدد المدنيين الذين قتلوا في غزة، وهو ما يخفض الدعم الدولي لإسرائيل إلى أدنى مستوياته تاريخيًا، نتنياهو أصبح يشكل عقبة أمام السلام، وأعتقد أن الإسرائيليين يفهمون أكثر من أي شخص آخر أن إسرائيل لن تتمكن من النجاح كدولة منبوذة ضد العالم كله".
وعلى حد قوله، فإن "ائتلاف نتنياهو لم يعد مناسبًا لاحتياجات إسرائيل بعد 7 أكتوبر، وأن العالم تغير جذريًا منذ ذلك الحين، وشعب إسرائيل يختنق حاليًا برؤية حكومة عالقة في الماضي، مع تبني نتنياهو سياسة خطيرة وملتوية تضع معايير المساعدات الأمريكية على المحك".
مايك هرتزوج
وردّ سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، مايك هرتزوج، على كلمات شومر قائلًا: إن "إسرائيل دولة ديمقراطية ذات سيادة، وليس من المفيد، وخاصة عندما تكون إسرائيل في حالة حرب، أن نشير إلى المشهد السياسي الداخلي لحليف ديمقراطي، إنه يتعارض مع أهدافنا المشتركة"، وفق "يديعوت أحرنوت" العبرية.
ورأت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن هذه الكلمات غير المعتادة للعضو الكبير في الحزب الديمقراطي تأتي على خلفية الضغوط المتزايدة على إدارة بايدن من داخل الحزب الديمقراطي، والدعوة إلى اشتراط المساعدات العسكرية لإسرائيل بتحسين نقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ديفيد فريدمان
وأيضًا، ردّ ديفيد فريدمان، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل في عهد إدارة دونالد ترامب، على الخطاب قائلاً: "أنا ببساطة أشعر بالاشمئزاز من خطاب شومر، إن زعيم إسرائيل المنتخب ديمقراطيًا يقود أمته دفاعًا عن عدو، متبعًا استراتيجية ناجحة تحظى بدعم واسع النطاق من شعب إسرائيل، شومر يجب أن يخجل".
نفتالي بينيت
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت إنه "بغض النظر عن موقفنا السياسي، فإننا نعارض بشدة التدخل السياسي الخارجي في شؤون إسرائيل الداخلية، نحن شعب مستقل، ولسنا جمهورية موز"، مضيفًا: "خطر الإرهاب في طريقه إلى الغرب، وسيكون من الجيد لو أنهم ساعدوا إسرائيل في حربها العادلة، وبالتالي حماية أنفسهم أيضًا".
حزب الليكود
وذكر حزب الليكود الحاكم في إسرائيل ردًا على خطاب شومر، أن "إسرائيل ليست جمهورية موز بل ديمقراطية مستقلة وفخورة، انتخبت رئيس الوزراء نتنياهو، الذي يقود سياسة حازمة تدعمها أغلبية ساحقة من الشعب. وعلى عكس كلام شومر، فإن الجمهور الإسرائيلي يؤيد النصر الكامل على حماس، ويرفض أي إملاءات دولية لإقامة دولة فلسطينية، ويعارض عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة".
وأضاف الليكود: "من المتوقع أن يحترم السيناتور المحافظ حكومة إسرائيل المنتخبة ولا يقوضها، وهذا صحيح دائمًا، بل وأكثر من ذلك في أوقات الحرب".
حزب "يش عتيد"
وانتقد حزب "يش عتيد" الإسرائيلي ردً فعل الليكود بشدة، قائلًا إن "الشيء الوحيد الذي يحظى بأغلبية كبيرة في الشعب هو أن نتنياهو يجب أن يرحل، لأن أعظم كارثة في تاريخ الشعب اليهودي منذ المحرقة مكتوبة باسمه حتى اليوم، فهو لا يعنيه سوى البقاء السياسي، وسيفشل في ذلك أيضًا".