تتزايد الأصوات الأمريكية الغاضبة إثر سياسات بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وحكومته في عدوانهم على مدنيين غزة، الأمر الذي يمثل عقبة أمام السلامة في المنطقة ويؤدي إلى فقدان إسرائيل الدعم الغربي من مختلف البلدان، حسبما صرّح تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي.
الحاجة إلى انتخابات جديدة
دعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، إسرائيل إلى إجراء انتخابات جديدة، قائلًا إنه يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، ضل طريقه في العدوان الإسرائيلي على غزة، وما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
وانتقد "شومر" - أول زعيم للأغلبية اليهودية في مجلس الشيوخ وأعلى مسؤول يهودي في الولايات المتحدة - نتنياهو بشدة في خطاب مطول صباح اليوم الخميس، في قاعة مجلس الشيوخ، مضيفًا أنه لا يمكن بقاء إسرائيل إذا أصبحت منبوذة.
وقال "شومر" إن رئيس الوزراء وضع نفسه في ائتلاف من المتطرفين اليمينيين ونتيجة لذلك، كان على استعداد للغاية للتسامح مع الخسائر في صفوف المدنيين بغزة، الأمر الذي يغرق الدعم لإسرائيل في جميع أنحاء العالم إلى أدنى مستوياتها التاريخية، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس".
وقدم "شومر" نفسه حتى الآن كحليف قوي للحكومة الإسرائيلية، إذ زار إسرائيل بعد أيام فقط من عدوانها على غزة، وقال إن نتنياهو، الذي عارض منذ فترة طويلة إقامة دولة فلسطينية، كان إحدى العقبات العديدة في طريق حل الدولتين الذي دفعت به الولايات المتحدة.
وصرّح شومر بأن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تُملي نتيجة الانتخابات في إسرائيل، وإن الانتخابات الجديدة هي السبيل الوحيد للسماح بعملية صنع قرار صحيحة بشأن مستقبل إسرائيل، في وقت فقد فيه الكثير من الإسرائيليين الثقة في رؤية واتجاه حكومتهم.
ومن المتوقع إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في إسرائيل في عام 2026، ومن الممكن قبل ذلك.
وجاء الخطاب في الوقت الذي يعارض فيه عدد متزايد من الديمقراطيين إسرائيل، ومع تكثيف الرئيس جو بايدن الضغط العام على حكومة نتنياهو، محذرًا من أنه بحاجة إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لعدد الشهداء المدنيين في غزة.
غضب أمريكي
وتصاعد التوتر بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وحكومة نتنياهو في الفترة الأخيرة، بسبب استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي المدنيين، ومحاولات استعداده لتوغل بري في رفح، إذ فر إليها الآلاف من الفلسطينيين على مدار الحرب.
وفي فبراير الماضي، قالت مصادر لـ"CNN" إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، شعر بالإحباط المتزايد خلف الكواليس تجاه بنيامين نتنياهو، حيث أخبر مستشاريه وآخرين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتجاهل نصيحته ويعرقل الجهود المبذولة للتخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة.
وفي يناير الماضي، صرّح كريس كونز رئيس حملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن ولاية ديلاوير، بأن "بنيامين نتنياهو عقبة أمام السلام في الشرق الأوسط، مضيفًا أنه أخطأ برفضه دعوات الولايات المتحدة والدول العربية للتحرك نحو دولة فلسطينية مستقلة"، وفقًا لوكالة "بلومبرج" الأمريكية.
ويهيمن على حكومة نتنياهو القوميون المتطرفون الذين يشاركون رئيس الوزراء معارضته لإقامة دولة فلسطينية وغيرها من الأهداف، التي تعتبرها الإدارات الأمريكية المتعاقبة ضرورية لحل الصراعات الفلسطينية الإسرائيلية على المدى الطويل.