تهدد أسراب ضخمة من طائر الغاق الكبير، تُعرف محليًا باسم "العصابة السوداء"، جزيرة يابانية مقدسة، إذ عانى بسببها الصيادون بعد التهامها لأنواع تجارية من الأسماك وأدت إلى انخفاضها بنسبة كبيرة، كما أدت فضلاتها إلى ذبول أجزاء كبيرة من الغابة المحمية، وهو الأمر الذي وصفه السكان بالوضع المأساوي الذي يعتبر بالنسبة لهم حياة أو موت.
وتعد "جزيرة الضريح" في منطقة مياجيما إحدى الوجهات الأكثر شهرة في اليابان، إذ تحظى هذه المنطقة المثالية بشعبية كبيرة، بسبب بوابة الشنتو العملاقة "العائمة" وقاعات الملاذ المبنية فوق مياه خليج هيروشيما، ويبلغ عدد سكانها أقل من 1500 نسمة، واستقبلت الجزيرة الصغيرة وموقع التراث العالمي ما يقرب من 5 ملايين سائح في العام الماضي وحده.
مستعمرات كبيرة
وسئم السكان المحليون من طائر كاوا يو، أو طائر الغاق الكبير، التي تقوم بعملية هبوط ضخمة ضمن أسراب كاملة في البحر، حيث تستطيع تلك الطيور الغوص لمسافة 100 قدم تحت البحر بحثًا عن الفريسة، وبحسب شبكة cbsnews الأمريكية، فإن الطائر من بين 40 نوعًا من طيور الغاق في جميع أنحاء العالم، أربعة منها موطنها الأصلي اليابان.
وتعيش تلك الطيور التي تعتبر آكلة أسماك ماهرة وشرهة، في مستعمرات كبيرة، ويبلغ طولها نحو ثلاثة أقدام، وهي فريدة من نوعها بين الطيور الكبيرة، ما أدى إلى عدم الترحيب بها في الجزيرة السياحية، حتى إنها اصطادت بكفاءة جميع الأسماك الحلوة تقريبًا في بعض الأنهار بهيروشيما.
خسائر اقتصادية
وكانت طيور الغاق مهددة بالانقراض في اليابان، لكن أعدادها عادت إلى الارتفاع بفضل جهود الحفاظ عليها وحملات تنظيف الممرات المائية، إلا أنه في جميع أنحاء محافظة هيروشيما، التي تضم مياجيما، تضخم عدد طيور الغاق الكبيرة المهاجرين في فصل الشتاء إلى أكثر من 7000 طائر، ديسمبر 2023 - أي أكثر من ضعف العدد الذي شوهد في عام 2014- بحسب الشبكة الأمريكية.
وتحدث الصيادون عن الوضع المأساوي الذي تعيشه الجزيرة بسبب تلك الطيور، واصفين غزوها للمكان بأنه مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم، ويعتقد وفقًا للشبكة، أن تلك الطيور كانت سببًا في خفض أعداد كبيرة من أنواع الأسماك التجارية، بما في ذلك ثعبان البحر، الذي انخفض بنسبة 80%، مشيرين إلى أنهم لا يستطيعون فعل أي شيء سوى الجلوس والمراقبة.
تدمير الغابات
وبحسب الصحيفة، تفرز تلك الطيور كميات هائلة من الفضلات الحمضية، التي تغطي الأشجار والنباتات المطحونة جيدًا بمسحوق أبيض لاذع، وهو الأمر الذي يتسبب في ذبول أجزاء من الغابة المحمية في مياجيما تحت غطاء فضلات الطيور، تاركة بقعًا ميتة من الأرض البنية، ثم تنتقل الطيور ببساطة إلى المجموعة التالية من الأشجار، وتكرر نفس الأمر الذي يهدد الغابة بمستقبل مُظلم.
ودمرت فضلات الطيور 2.5 فدان من الغابات بالفعل، على بعد أقل من ميل من المنطقة السياحية الخلابة، وفقًا ليوسوكي شيكانو، بقسم الزراعة والغابات ومصائد الأسماك في مدينة هاتسوكايتشي، التي تدير منطقة مياجيما، مشيرًا إلى أنهم لا يريدون القضاء عليها بالكامل كونها أنواعًا مستوطنة وتحتاج فقط إلى إدارة.
حملة دفاعية
وجربت المدينة مجموعة متنوعة من الأساليب غير المميتة، بما في ذلك مؤشرات الليزر والألعاب النارية، لإبعاد طيور الغاق، كما تم استخدام أعمدة الصيد لإلقاء وقذف شريط ردع الطيور القابل للتحلل عبر قمم الأشجار في بعض المناطق، الذي يعمل على إخافة الطيور من خلال إطلاقه ومضات متتالية من الضوء، ورغم نجاح تلك الحملة الدفاعية جزئيًا بحسب الشبكة، إلا أن التحرك البطيء يجعل الطيور تتكاثر مرة أخرى.